بعد أن ألقوا القبض على إرهابي مطلوب..دعوات لتكريم لاجئين سوريين بألمانيا


توالت الدعوات اليوم في ألمانيا لمكافأة السوريين "الأبطال" الثلاثة الذين ساهموا في القبض على مواطن لهم كان ملاحقاً للاشتباه بأنه خطط لتنفيذ اعتداء ضد مطار في برلين.

وعلى غرار المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" التي أشادت بعملهما الإثنين، حيا أعضاء تحالفها الحاكم الرجال الثلاثة الذين أبلغوا الشرطة عن مكان وجود جابر البكر ليل الأحد الإثنين، وقالوا إنهم يستحقون أرفع وسام تكريم في ألمانيا.

وكتب عضو الحزب الاشتراكي الديموقراطي "يوهانس كارس" في صحيفة "بيلد" الشعبية: "لقد استحقه الشبان... ما قاموا به دليل على أنهم يكنون عميق الاحترام لمضيفيهم الألمان (..) إنه عمل يحتذى به".

كما اعتبر عضو الحزب المحافظ لـ"ميركل"، "يورغن كليمكه" أن السوريين الثلاثة يستحقون وسام صليب الاستحقاق قائلاً: "ستكون رسالة قوية (..) للشعب الألماني وللاجئين. عرفان الجميل والامتنان والشجاعة. كلها خصال تستحق".

حتى أن صحيفة "بيلد" تساءلت إذا لم يكن هؤلاء "الأبطال" يستحقون أن "يصبحوا مواطنين ألماناً".

تأتي هذه الدعوات في الوقت الذي تزداد فيه شعبية الشعبويين من اليمين المتطرف منذ أشهر خصوصاً بتركيزهم على المخاطر التي يمثلها طالبو اللجوء الـ890 ألفاً الذين وصلوا إلى المانيا في العام 2015 وغالبيتهم الكبرى من المسلمين.

وشهدت صفحات اللاجئين على فيسبوك إشادات بالسوريين الثلاثة ومن بين التعليقات: "الله أكبر! لا يقل أحد أن كل اللاجئين هم إرهابيون"!.

وكان السوريون الثلاثة وافقوا على استضافة البكر في شقتهم في لايبزيغ (شرق) قبل أن يدركوا أنه مطلوب منذ يوم السبت. وقاموا بتسليمه إلى السلطات مقيداً بكابل كهربائي ليل الأحد الإثنين.

الشباب السوريون اتصلوا هاتفياً بالشرطة للإبلاغ عنه، إلا أن الشرطة لم تفهمهم، لأنهم لا يجيدون الألمانية. إثرها لجأ الشباب إلى تقييد جابر وتصويره. وذهب أحدهم بصورته إلى مركز الشرطة حيث أدرك رجال الأمن حقيقة الأمر.

وشرح شاب ساعد في القبض عليه، واسمه الأول "محمد"، كيف استطاع التغلب على البكر وتقييده بمساعدة صديق، وفقاً لما جاء في تصريحات لصحيفة "بيلد".

ونقلت الصحيفة عن محمد القول: "ذهبنا إلى هناك وأخذناه معنا. ذهبنا بداية إلى شقة صديق وتناولنا بعض الأرز ولحم الغنم. ثم ذهبنا إلى صديق آخر لأن مسكنه كانت مساحته أكبر". وكان هذا هو المكان الذي قضى فيه الإرهابي الليلة.

وقال البكر لهما إنه وصل من سورية للتو وأعرب عن أمله في الحصول على عمل في لايبزيغ، التي لا تبعد كثيراً عن كيمنتس حيث عثرت الشرطة على المتفجرات.

لكن محمد ثارت شكوكه، وعندما ذهب البكر إلى فراشه ليل الأحد، نشر صورة له على فيسبوك وناقش مع سوريين آخرين ما إذا كان هذا هو الرجل الذي تبحث عنه الشرطة. وعندما تأكدا من هويته، قرر محمد وصديقه تقييد البكر، وأخذ محمد صورة له وتوجه بها إلى الشرطة بينما ظل صديقه يحرس البكر.

من جهة أخرى تقول صحيفتا "دير شبيغل" و"دي فيلت" إن البكر أمضى "أشهراً عدة" في تركيا عاد بعدها في "أواخر أغسطس/آب" وبحوزته "كمية كبيرة من الدولارات".

ولم يتضح أيضاً كيف تمكن البكر من مغادرة ألمانيا وهو طالب لجوء، لا يجوز له مغادرة البلاد قبل البت في قضيته، والعودة إليها.




المصدر