‘بيتر راف يكتب: وصفة لهزيمة «داعش»’

13 أكتوبر، 2016

بيتر راف

في غضون عام واحد، قدم الغرب مرتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضاً جيداً إلى درجة أن من الصعب رفضه. أو هكذا كان يُعتقد. ففي فبراير 2015، وتحت رعاية منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي، تغاضى المفاوضون في مينسك عن قيام روسيا بضم القرم من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة دونباس في أوكرانيا. وبعد ذلك بعام، وفي فبراير 2016، تجنب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أسئلة بشأن مستقبل بشار الأسد في مقابل اتفاق لوقف الأعمال العدائية في حلب. وفي الواقع، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها قدموا لبوتين تنازلات بشأن القرم وسوريا في مقابل السلام. ومع استشعار بالضعف، قبل الرئيس الروسي العرضين وسرعان ما تجاوز الاتفاقين.

وخلال العام الماضي، ركز بوتين على إعادة فرض سيطرة الأسد على ما يسمى بسوريا الحيوية، التي تمتد من دمشق إلى حلب. وفي هذه العملية، تحول المشهد الاستراتيجي للشرق الأوسط للأسوأ. وفي اللاذقية، أسس بوتين قواعد تتضمن أسلحة استراتيجية مؤثرة. وبالتنسيق مع إيران و«حزب الله»، استطاعت روسيا تأمين الممر ما بين دمشق واللاذقية، بما في ذلك حمص حتى السهول في شمال حماة، وقلصت مواقع المعارضة حول دمشق. والآن، يحاصر ذلك التحالف حلب تحت شعار: الاستسلام أو التجويع!
ورفضاً لهذا، تأمل إدارة أوباما أن تفشل روسيا في محاولتها حسم الحرب بالقوة، ودفع بوتين للعودة إلى المسار الدبلوماسي. وكما أوضح نائب وزير الخارجية «توني بلينكن»، قبل أكثر من أسبوع من انهيار الاتفاقية الأخيرة، فـ«الفائدة هي أنّ عواقب أن تصبح روسيا عالقة في مستنقع، لها عدد من الآثار السلبية العميقة». وللأسف، هناك أدلة قليلة تشير إلى أن روسيا منغرزة من خلال تدخلها في سوريا. وفي الواقع، ومن خلال قوة التدخل السريع فقط، استطاعت روسيا أن تحيط بشرق حلب. وإذا سقطت حلب، ربما يحاول النظام أن يدفع المعارضين إلى جيوب يمكن التحكم فيها في الريف، ويتركهم حتى الموت.

وكما يقال، فإن الرئيس أوباما ربما يعقد اجتماع مجلس الأمن القومي في الأيام القادمة لمناقشة ملف سوريا بعد أن أعلن كيري عن وصول الاتفاق الأخير مع روسيا إلى طريق مسدود. وعادة، فإن هذا قد يشكل نقطة انعطاف حاسمة -بداية آخر الجهود الحثيثة لتفادي سقوط حلب. ولكي يحدث هذا، مع ذلك، سيحتاج الرئيس إلى اكتساب تقدير وكأنه قد اكتشف حديثاً درساً أساسياً معروفاً من العقد الماضي -أن التطرف السني يتفاقم في ظل الطائفية الشيعية.

وبينما تحاصر روسيا وإيران والأسد المعارضة السورية في الشمال وتلقي بالقنابل الخارقة للتحصينات على حلب، قد يتحول السنة إلى المتشددين باعتبارهم القوة الوحيدة المناهضة للأسد والقادرة على البقاء. وإذا كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على «داعش» -ليس فقط الجماعة بل أي منظمة أخرى قد تخلفها كذلك- لا يمكنها ببساطة إجراء عمليات مكافحة الإرهاب حول الموصل، وتجاهل الصراع من أجل السلطة الإقليمية الجاري في حلب. ولفترة طويلة جداً، كانت الولايات المتحدة تركز على مكافحة «داعش» في السهول السورية الشرقية، من الحدود التركية حتى الرقة، بينما تدعم بصورة متواضعة المعارضين المعتدلين الذين يحاربون الأسد في حمص وإدلب وحلب. وما لم تساعد الولايات المتحدة على تشكيل نظام إقليمي يساعد هؤلاء العرب السنة المعتدلين ضد الهيمنة الشيعية، فسيكون محكوماً علينا بمواجهة تحدٍّ إرهابي في جميع أنحاء المنطقة.

ولم يفت الوقت بعد. ومن ناحية، فرفض روسيا الأخير للعمل مع الولايات المتحدة يشير إلى قوة المعارضين المعتدلين. وهناك مخزون كبير من القوة العاملة السنية في الريف الشمالي -الأقرب إلى الحدود التركية. ولحسن الحظ بالنسبة لنا، فإن الفاعل الرئيس في شمال سوريا هو الحليف في «الناتو»، تركيا. ومنذ شهر أغسطس، كانت أنقرة تتدخل في شمال سوريا لمنع حدوث اختراق كردي سوري -وهو عمل رائع يأتي بعد أقل من شهر من محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وينبغي على إدارة أوباما تأييد الدعم التركي للجيش السوري الحر في ريف حلب. وفي الوقت نفسه، يجب أن تستغل التشكيل الأخير لجيش إدلب الحر كفرصة نادرة لدعم عناصر المعارضة المعتدلة في محافظة تعج بالمتطرفين. وإذا ما تم إمداده بشكل جيد، فربما يبرز جيش إدلب الحر قوته حتى في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة، كما فعل المتشددون بالفعل في ريف شمال حماة.

المصدر: الاتحاد

بيتر راف يكتب: وصفة لهزيمة «داعش» على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا 

ميكرو سيريا