on
نذير إسماعيل.. رحل وهو يراقب مدينته
عن دمشق ووجوهها التي رسمها طوال نصف قرن، رحل، أمس، الفنّان التشكيلي السوري، نذير إسماعيل (1946 – 2016)، على إثر انتكاسة صحية حادّة ألزمته المشفى في الأيام الأخيرة.
الطفل الذي كان شغوفاً بصناعة البسط اليدوية قرب بيته في حي الميدان الدمشقي، حيث اللون يصنع سحره وتنويعاته، قرّر أن يتعلّم الفن على يديه من دون الالتحاق بدراسة أكاديمية، مكتفياً بالمرور بـ “مركز الفنون التطبيقية” ليدرس فن الطباعة على القماش.
نذير إسماعيل العاشق لتفاصيل مدينته الغنية بتراثها وضجيجها اليومي، أراد أن يحرسها ويرصد وجوه أهلها في حالاتهم المستقرّة والمتقلّبة، مؤمناً بأن لديه ما يدهش العالم من بورتريهات وصمت.
بناءً على توجيهات التشكيلي الراحل فاتح المدرّس، بدأ الفنان الشاب يرسم بالأبيض والأسود لعشرة سنوات، مبدياً التزاماً جديّاً في ساعات عمل طويلة مخصّصة للرسم ومراقبة الحياة. ورغم أن لجنة المعارض في وزارة الثقافة السورية رفضت إشراك أعماله في معرضها السنوي الأول في ستينيات القرن الماضي، إلاّ أنه واصل اشتغالاته بعناد وإصرار غير مسبوقين.
بعد كتابات نقدية أشادت ببدايات تجربته، قدّم إسماعيل معرضه الفردي الأوّل عام 1969، لتتالى بعدها مشاركاته في أكثر من ستّين معرضاً في بلدان عربية وغربية، وينال جوائز عدّة.
تفرّغ إسماعيل للفن منذ عام 1987، واستمر في رحلة بحثه في الوجوه ضمن أعماله الانطباعية والتجريدية والكولاج، مستخدماً تقنيات مختلفة كجزء من تجريبه الدائم، إلى أن غادر بهدوء يشبه شخصيته ومناخاته الفنية.
صدى الشام