on
ما حكاية “الباصات الخضراء” التي باشرت بإخلاء مقاتلي حلب “الشرقية”؟
آلما عمران – خاص – ميكروسيريا
انتشرت أول أمس، على وسائل التواصل الاجتماعي، معلومات عن بدء عمليات إخلاء لمقاتلين وعائلاتهم، من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، بل إن باصات خضراء،أقلت هؤلاء باتجاه إدلب، تلك الباصات لتي بات ظهورها “نذير شؤم” على حدوث عمليات تهجير قسري طائفي.
ما حصل، أن باصات خضراء نفذت عمليات إخلاء فعلاً، لكنها عمليات “وهمية”، وصفتها مواقع ووسائل إعلامية موالية للأسد، بـ “بروفات” خاصة بإخراج دفعات من مسلحي أحيائها الشرقية استباقاً لجهود تُبذل على هذا الصعيد من قبل لجنة المصالحة الوطنية”، على حد تعبير الإعلام الموالي للأسد.
هذه “التسريبات” وغيرها، هي جزء من الحرب النفسية، وتأتي في سياق الحملة الهستيرية التي ينفذها جيش الأسد وحلفاؤه من الميلشيات الشيعية متعددة الجنسيات، وبرعاية الطائرة الروسية، التي تتبع سياسة الأرض المحروقة، في محاولة لتغيير الواقع الميداني العسكري على الأرض، قبل رحيل إدارة أوباما، حيث سقوط حلب عسكرياً، هو خسارة سياسية لا تعوض للمعارضة السورية.
لم تكن “بروفات الإخلاء” هي الوسيلة الوحيدة المستخدمة في “البروباغندا” الإعلامية المصاحبة للحملة العسكرية غير المسبوقة بشراستها على المدينة، إذ تزامنت مع تكثيف حوامات الأسد، لعمليات إلقاء المنشورات فوق الأحياء الشرقية المحاصرة، والتي تدعو المقاتلين إلى “التغلب على مخاوفهم وعبور المنافذ لتسوية أوضاعهم أو تأمين ممرات آمنة إلى مناطق أخرى مثل إدلب أسوة بمسلحي حي الوعر الحمصي ومدن داريا وقدسيا بريف دمشق”، وفق ما تضمنته تلك المنشورات .
بدورها، دخلت صحيفة الوطن المملوكة لـ “رامي محمد مخلوف” ابن خال بشار الأسد، إلى ميدان المعركة النفسية، إذ ادعت “نقلاً” عما اسمته “مصادرها الخاصة”،أن “أكثر من ألفي مسلح مع عائلاتهم تواصلوا مع المعنيين بالأمر خلال الأيام الأخيرة بغية تأمين مرور آمن لهم عبر المعابر الإنسانية التي حددتها المحافظة إلى أحياء المدينة الغربية” . في حين خرج مفتي الأسد في حلب محمود عكام، عبر اتصال هاتفي بالتلفزيون، ليعزز رواية “صحيفة رامي” بقوله: “إن عمليات المصالحة لا تزال مستمرة في أحياء حلب التي يتواجد فيها المسلحون، مشيراً إلى وجود من يحاول تخريبها” وفق تصريحه.
لكن اللافت أكثر هو أن تزج هيئة الأركان الروسية بثقلها في جبهة “الحرب النفسية”، حيث أكدت “رسمياً” على استعدادها لتأمين خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب الشرقية في سورية، وذلك في رد سريع على تصريحات رمزي رمزي معاون الموفد الدولي إلى سورية “دي ميستورا”.
بالتوازي ثمة “حراك سياسي” يتماشى سياسة أوباما في “تقطيع الوقت”. وهذا بالضبط أكثر ما يُحاصر القيصر بوتين في سورية، وهو أيضاً ما يفسر هستيريا القصف العشوائي، و التصريحات السياسيةو تكثيف الحرب النفسية، التي اصيبت فيها موسكو، منذ “لحس” واشنطن لاتفاق وزير خارجيتها مع لافروف “الشهر الماضي”.