نيويورك تايمز: هل ينجح اجتماع لوزان بإيجاد حل للقضية السورية؟


نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يعتزم تدشين مرحلة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في مدينة حلب المحاصرة، وذلك بعد أسبوع من إعلان واشنطن تعليق المحادثات مع موسكو بهذا الخصوص، حيث من المقرر أن تبدأ جولة كيري بلقاء ممثلين عن القوى الإقليمية المعنية بالشأن السوري بشكل مباشر.

الاستراتيجية الأميركية الجديدة تعتمد على تجميع دبلوماسيين من إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وروسيا والولايات المتحدة في لوزان السويسرية، على أمل أن يكون لدى هذه الدول دور في وقف إطلاق النار في حلب، يمكن من خلاله أن يقود إلى محادثات أوسع تشمل كل سوريا.

القوى الممثلة في هذه المحادثات تشمل روسيا وإيران، المتهمتان بدعم نظام بشار الأسد، وأيضًا السعودية وقطر اللتان تربطهما علاقات جيدة مع فصائل المقاومة السورية، بالإضافة لتركيا العضو في حلف الأطلسي، التي تدخلت مؤخرًا بشكل مباشر في الملف السوري في عملية درع الفرات.

جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، قال في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن اللقاء يهدف لوقف الأعمال العدائية في كل سوريا، وتحديدًا في حلب، وأيضًا السماح بدخول المساعدات الغذائية الإنسانية، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يمكن أن يقود لاستئناف المحادثات السياسية، مبينًا أن جون كيري سوف يغادر بعد لوزان إلى لندن؛ لإطلاع وزراء الخارجية في أوروبا على طبيعة ما جرى في لوزان.

وترى الصحيفة الأميركية أنه لا يبدو أن اجتماع لوزان سيكون قادرًا على تحقيق اختراق في القضية السورية، فإيران التي ستحضر هذا الاجتماع دعمت -وما زالت تدعم- نظام بشار الأسد وبقوة، ووفرت له المزيد من الميليشيات، سواء من العراق أم من إيران، بالإضافة إلى حزب الله، وهي لم تسجل أي تراجع في موقفها هذا، وإلى الآن لا يعرف من سيمثل إيران في هذا الاجتماع، هل هو جواد ظريف وزير الخارجية أو مسؤول أقل رتبة.

أما روسيا، فقد أبلغ خبراء الاستخبارات الأميركية البيت الأبيض أن الهدف من الدعم الروسي القوي لنظام الأسد هو تحسين وضعه استعدادًا لأي مفاوضات مقبلة، كما أن ذلك سيمنح روسيا وضعًا أفضل في التداول بشأن مستقبل سوريا.

إيران وروسيا، وهما أبزر الداعمين لنظام الأسد لا يبدو أنهما على استعداد لتقديم أي تنازل، فقد قام الطيران الروسي خلال الفترة الماضية بقصف المستشفيات ومحطات معالجة المياه، والبنية التحتية، والقطاعات المدنية الأخرى، كجزء من حملة عسكرية موسعة لإجبار مناطق شرق حلب المحررة على الاستسلام، رغم أن تلك المناطق تخضع للمعارضة السورية التي توصف بالمعتدلة، ومع ذلك فإن موسكو تصر على أن حملتها العسكرية تستهدف تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام.

روسيا روَّجت من خلال وسائل إعلامها إلى أن اجتماع لوزان يأتي بدعوة منها، في وقت أكدت فيه مصادر أميركية أن الاجتماع كان بدعوة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومع ذلك ترى الصحيفة الأميركية أن دور كيري سيكون محدودًا خلال هذا الاجتماع، خاصة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ما زال مترددًا في التدخل العسكري في سوريا.