الخلافات الفنية…غيرة وتنافس على الأضواء


ليست الخلافات الفنية الحاصلة اليوم في العالم العربي، أو حتى في العالم، وليدة الساعة. وعلى الرغم من اتساع دائرة الفن بفروعه الغنائية والتمثيلية، إلا أنّ المنافسة تدفع كثيرا من الفنانين إلى خوض حروب مع زملاء لهم، ما يضع النزاع أمام المنافسة في مكان آخر، ويحدُّ أحياناً من إنتاج الفنان الفنّي، ويجعله أسير هذا النزاع القائم على الغيرة في معظم الأحيان.

قبل أيّام، انتشر فيديو يؤكد عودة العلاقة بين الممثلة اللبنانية، نادين الراسي، وزميلتها سيرين عبد النور. علّقت الراسي في الفيديو على حسن أداء عبد النور في أغنيتها الأخيرة التي أصدرتها قبل شهر. ومدحت الراسي عبد النور بطريقة بدت مُستغربة، وشددت على حسن تعاون واختيار عبد النور لأدوارها وأغنياتها في آن معاً. يأتي ذلك بعد سنوات من النزاع بين نادين الراسي وسيرين عبد النور لأسباب واهية، جعلت من المنافسة بينهما تشتد وتزيد من شدة التصريحات المضادة. لكن ذلك لم يمنع الراسي من تسجيل موقف بمصافحة سيرين عبد النور في إحدى المناسبات، وطوي صفحة الخلاف إلى غير رجعة. فيما تبدو عبد النور متحفظة نوعاً ما تجاه مواقف زميلتها، وكأنها ترحب بالمصالحة من بعيد فقط.

لم تكن مشكلة سيرين عبد النور ونادين الراسي إلا في هذا الإطار، أي إطار الغيرة. فشدة المنافسة بين الممثلين في لبنان، دفعت أيضاً إلى مشكلة بين عبد النور وزميليها يوسف الخال وشقيقته ورد الخال، وذلك بناء على خلاف قديم بين عبد النور وزوجة الخال الفنانة نيكول سابا. وجّهت عبد النور اللوم في مقابلة تلفزيونية لكل من يعتبر نفسه صديقها، وينتقدها في الكواليس، ما استدعى وقتها رداً من الممثل يوسف الخال، زاد في تأزم المشكلة بين الفريقين.
وكذلك لم يخل مسلسل “24 قيراط” من مشادات بين عبد النور وزميلتها ماغي بوغصن، بعدما شعرت سيرين عبد النور بأنها كانت مصيدة لبو غصن، ودخولها عالم الدراما المشتركة. المسلسل الذي فشل بسبب هشاشة القصة والإخراج، تسبب بنزاع حاد بين بو غصن وزوجها المنتج جمال سنان وعبد النور، وكذلك مع الكاتبة اللبنانية، كلوديا مرشليان، التي اختارت الوقوف في صفّ المنتج وزوجته. وانتقدِت عبد النور بشدّة على موقفها من بعض المشاكل التي برأي مرشليان كان بالإمكان تفاديها.

وقبل عامين تسبب الخلاف بين المغنية الإماراتية أحلام، والفنان راغب علامة، بخروج الأخير من لجنة تحكيم برنامج “آراب أيدول” على شاشة MBC الفضائية. المشكلة تسببت أيضاً بهجوم مضاد بين أحلام وعلامة في وسائل الإعلام العربية. ولم تستطع MBC الإصلاح بينهما لأسباب كثيرة، منها تعنّت أحلام تجاه بعض الانتقادات التي وجهها علامة لها مباشرة على الهواء في البرنامج، والتي برأيها لم تعد تنفع معها المصالحة. في المقابل، كانت المشادات أخفّ بين أحلام وزميلتها نانسي عجرم في لجنة تحكيم البرنامج نفسه، لكنهما اليوم تستعدان لجولة جديدة من المبارزات، بعدما أصبح موعد عرض الموسم الرابع قريباً جداً.

أحلام لم تكن بمنأى أيضاً عن مخاصمة زميلتها، نوال الكويتية، التي كانت الأقرب إليها على الصعيد الخليجي. وقد كانتا لسنوات مثالا للصداقة الفنية والإنسانية. ولطالما عبرت أحلام عن رأيها صراحة، بأنها لا تعترف إلا بنوال الكويتية كمطربة تنافسها في الخليج العربي.
أسباب الخلاف بين نوال الكويتية وأحلام كانت بسبب المعجبين الذين قارنوا بين حضور جمهور أحلام وجمهور نوال الكويتية في مهرجان “موازين” في المغرب. ما استفز أحلام التي لم تقبل بتفوق زميلتها عليها في المهرجان. وأعلنت أحلام عبر صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي الحرب، متسلحة بملايين المعجبين، ما دفع نوال الكويتية إلى التزام الصمت تجاه كل ما يحصل، ومواصلة أعمالها بترفع واضح عن الردود الإعلامية.

واشتعلت أيضاً الحرب بين المطربة ميادة الحناوي ومواطنتها أصالة نصري، لأسباب كثيرة، لكن دخول بعض المقربين منهما أدت إلى مصالحة مؤقّتة لم تستمر كثيراً. فعادت الحرب من جديد بعد عام 2011، بسبب موقف الفنانة أصالة من الثورة السورية، وتأييدها للمعارضة بوجه النظام، ما دفع الحناوي إلى مهاجمتها عبر الإعلام واتهامها بالخيانة لموطنها ولناسها في سورية، فيما التزمت أصالة بالهدوء وعدم الردّ. ويبدو أن مشكلة أخرى غير مفهومة الأسباب تعانيها أصالة نصري مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، بعد انتشار فيديو لأصالة تقول عن نانسي في برنامج “صولا” عبارات اعتبرتها نانسي مهينة بحقها.

في الغرب، الوضع ليس أفضل حالاً، وتعنون عدة دوريات أميركية وأوروبية عن الخلافات بين نجوم الغناء. وقد حُكي كثيراً عن الخلاف بين المغنيتين كاتي بيري وتايلور سويفت، بسبب ما سمته بيري سرقة راقصين من فرقتها الموسيقية من قبل سويفت قبل عامين، ما تسبب ببعض الهجوم على المواقع، وفي الصحافة بين المغنيتين. وكذلك الخلاف الذي وقع بين ترينا وكلوي كاردشيان، والسبب أيضاً هو تخلي مغني الراب فرينش مونتانا عن تيرينا بعد مواعدته لكاردشيان، والتعلق بها، ونشوء صداقة بين الطرفين أدت إلى هجوم من قبل تيرينا. وقامت تيرينا بتسجيل أغنية تتحدث عن العلاقة التي كانت تجمعها بالمغني مونتانا، ووصفت زميلتها من خلال الأغنية بالحقيرة التي استغلت خلافاً بسيطاً بين تيرينا ومونتنا، لتدخل على الخط وتفوز بحبيبها.



صدى الشام