السوق الالكترونية تغزو الشمال السوري ببصمةٍ سوريةٍ


image-4

رزق العبي: المصدر

اضطرّت “أم سالم” لبيع آلة رياضية اشترتها أيام الوفرة، وبسبب الضائقة المالية قررت أن تستغني عنها، إلا أنها لم تكن تعلم الطريقة المثلى لبيعها.

إحدى جاراتها أخبرتها أن البيع عبر “فيسبوك” من أسهل الطرق، وتقول “أم سالم” وهي سيدة من معرة النعمان: دلّتني جارتني على مجموعة “فيسبوكية” مهتمة ببيع وشراء الأدوات الرياضية في منطقتنا، وتعاملت مع الأمر في بدايته بكل سخرية، إلا أنها ألحّت عليَّ أن أدخل وأعرض الآلة، وبعدما صورتها وأرفقت طلب البيع مع صورة، صارت تأتي تعليقات، وكأنني في السوق، وبدأنا نتساوم على بيعها أنا وعدد من الأشخاص، إلى أن صارت أخيراً من نصيب شخص من معرة النعمان، كلّمني عبر الرسائل الخاصة واشتراها لاحقاً من زوجي.

الترويج للمهن إلكترونياً

وتنتشر تلك المجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حتى أنها صارت مقسّمة حسب نوع القطع المراد بيعها وشرائها، وهي لا تكلّف مالياً، حتى أن بعض الأشخاص كان لديهم دكاكين صغيرة في قرى ريف إدلب ويدفعون أجراً شهرياً لها، استغنوا عن تلك الطريقة ولجأوا للبيع عبر الانترنت، بحسب ما أوضح “محمود علي” في حديث لـ (المصدر)، وهو صاحب ورشة لتصنيع حجر الرخام: “كان عندي دكانة صغيرة في البارة، وكنتَ أدفع أجراً شهرياً له، خطر لي أن أنشأ كروباً الكترونياً عبر فيسبوك، وأعرض فيه كل خدماتي، ودعوت عليه كافة أصدقائي، وطلبت من كل صديق أن يدعو صديق آخر، ولكن الجميل في الأمر أن الفكرة تطوّرت وصارت تشمل مهنا مختلفة، فكثيراً ما تأتيني رسائل عبر الخاص لعرض منتجات للبيع أو أدوات كهربائية، فغيّرت في الإعدادات وصار كل عضو يستطيع أن يعرض أغراضه لبيع أو يروّج لهمنته”.

السوق الالكتروني للأدوات المستعملة

ويعتبر الآن سوق الأدوات المستعلمة عبر الفيسبوك، من أنشط الأسواق التي يلجأ الناس لها، حيث يتم عرض الصور والسعر والمواصفات وعندما يتمّ الاتفاق على صيغة بيع أو شراء معيّنة يتم تحديد المكان والزمان والسعر النهائي عبر الرسائل الخاصة.

يقول “جميل سويد” وهو صاحب مجموعة لبيع السيارات المستعملة عبر فيسبوك: “أصبحنا نبيع السيارات عبر فيسبوك، وكأن ذلك يحصل على أرض الواقع، وغالباً ما يأتي الزبون فقط للفحص والتسليم فقط، الناس صارت تتواجد عبر الانترنت أكثر من الشوارع، وصار الانترنت ضروري لكلّ مفاصل الحياة”.

وتفضّل “أم حسان” شراء أدوات منزلية عبر الانترنت، لأنها تشتري المستعمل، لكنّها تشكّك في مصدره، فتقول: “ما دفعني لأشتري عبر الانترنت، أني كنتُ أخاف من الشراء من الدكاكين خشية أن تكون مسروقة، أما عبر الانترنت فأنا اشتري وضميري مرتاح، لأن الذي يسرق قطعة لن يروّج لبيعها عبر الانترنت، وهذا ما يجعلني أثق بأن صاحبها هو من يبيعها، لأنني بعد أن أتفق معه على الشراء، أشتريها من المنزل، وبالتالي في حال أي سوء تفاهم أعود إلى المنزل الذي اشتريتُ منه، ونعالج الخلل إن وُجد”.

هي دكاكين إلكترونية فرضت نفسها مع تطوّر خدمة الانترنت، وهي جاءت بكل عفوية، بينما يسعى العالم بأكمله لتحويل السوق إلى سوق الكترونية، وهي الآن أصبحت واقعاً في ريف إدلب، فسوق للموبايلات، وآخر للمستعمل، وآخر للترويج للمهن جميعها.





المصدر