مرضى القصور الكلوي يواجهون الموت في مضايا


خالد محمد

أعلن المجلس المحلي لبلدة مضايا، في ريف دمشق الغربي، في الآونة الأخيرة، ارتفاع حالات الإصابة بمرض القُصور الكلوي (الفشل الكلوي) إلى 25 حالة، بالتزامن مع تفاقم معاناة المدنيين داخلها من انعدام تام للخدمات الطبية، وفقدان الكوادر المختصة، وغياب المعدات الطبية والأدوية اللازمة للعلاج.

وسارعت الهيئات الطبية العاملة في مضايا، بدورها، إلى توجيه نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة والصليب والهلال الأحمر الدوليين؛ لإدخال عيادة طبية، تعنى بمرضى القصور الكلوي، أو العمل على إخراج المصابين لتلقي العلاج في مستشفيات دمشق.

في هذا الشأن، أكد محمد درويش، الطبيب في الهيئة الطبية في بلدة مضايا، ظهور أمراض جديدة، شُخصت في الآونة الأخيرة في بلدة مضايا، ناتجة بالدرجة الأولى عن سوء التغذية.

وقال درويش لـ (جيرون): “سُجّلت 7 إصابات بالفشل الكلوي، من أصل 25 حالة يشتبه في إصاباتها، والأعداد مرشحة للارتفاع، والمرضى بحاجة لإجراء غسيل كلوي إسعافي في مستشفيات العاصمة دمشق، بعد أن أثبتت الفحوصات المخبرية للتحاليل التي أجريت لهم، وصول نسبة (الكرياتين) إلى أكثر من 11.4″، مُحذّرًا من أنهم سيواجهون الموت البطيء في حال تأخر ذلك.

ووفقًا لما أشار إليه الطبيب، فإن السبب المباشر وراء ظهور القصور الكلوي في مضايا، يرجع إلى “اعتماد من تبقى من أهلها المحاصرين، على نمط غذائي محدد، قائم على المساعدات الأممية التي تدخل عن طريق الأمم المتحدة بين الحين والأخر، ولا سيما أنه نمط يقتصر على أصناف محددة من الحبوب والبقوليات مثل (الأرز، البرغل، الحمص، العدس)، ما يؤدي -مع مرور الوقت- إلى حدوث خلل في عمل الكلى، بسبب نقص الأملاح، والفيتامينات والبروتينات الضرورية المنشطة لعملها”.

وحذّر من أنه “لا فرصة لإنقاذ حياة المصابين بالفشل الكلوي، إلا عبر إخلائهم من البلدة، أو إدخال عيادة متنقلة، عن طريق الهلال الأحمر؛ لإجراء غسيل كلى إسعافي لهم”.

أما في ما يخص طرق الوقاية والعلاج، فقال: إن أولى الخطوات “تتمثل بتحسين النظام الغذائي للأهالي، بواسطة إدخال المواد الغذائية التي تحتوي على المعادن والفيتامينات والبروتينات الحيوانية، فضلًا عن الخضار والفواكه والحليب والبيض وسمك التونة؛ لضبط عدد المصابين بالأمراض الناتجة عن استهلاك البقوليات وضمان عدم تزايدهم”.

ويواجه المريض علي غصن، المُصاب منذ نحو شهر بالقصور الكلوي، خطر الموت في حال لم تُجر له عملية غسيل إسعافي عجلى للكلى، وهو حالة من حالات أخرى كثيرة مشابهة، حيث ساءت حاله الصحية بشدة، في حين يعالَج بإعطائه خافضات الضغط والمدرات البولية، والسوائل المغذية التي تعطى عبر الأوردة، عسى أن تخفف من حالته ومن آلامه.

وبحسب الأطباء، فإن الإصابة بمرض القصور الكلوي، من الممكن أن تنجم كذلك عن إصابة الجسم بأمراض كالسكري أو ضغط الدم، إضافة إلى تناول بعض الأدوية بدون استشارة طبية. ومن أعراضه تورمٌ في الساقين والكاحلين والقدمين، وضيقٌ غير مبرر في التنفس، والنعاس أو التعب، والغثيان، والارتباك، وألم أو ضغط في الصدر، والغيبوبة في بعض الأحيان الأخرى.

وكانت آخر القوافل الإنسانية التي تحمل مساعداتٍ إغاثية وطبية، قد دخلت أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي إلى كلٍ من مضايا وبقين والزبداني، برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري. إلا أنها قوبلت باستياء كبير من الأهالي؛ لافتقار المساعدات إلى بعض السلع الأساسية، كالملح والسمن.

الجدير بالذكر أن بلدة مضايا، تحولت؛ نتيجة للحصار المفروض عليها من قوات النظام المدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني، إلى بيئة خصبة للعديد من الأمراض والأوبئة السارية، في وقت يعاني فيه سكانها البالغ عددهم نحو 40 ألفًا، أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.




المصدر