‘مايكل روبين يكتب: إيران في المحيط الأطلسي’
16 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
مايكل روبين
تحدّث قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني حبيب الله سياري للمرة الأولى عن نشر قواته في المحيط الأطلسي في سبتمبر 2011، لكن ما بدا حينئذ مجرد خطاب حالم سيتحوّل راهناً إلى واقع مع تخطيط القوات البحرية الإيرانية للتوقف في موانئ تنزانيا وجنوب إفريقيا.
مرّ نحو عقد منذ سفر القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى بندر عباس (ميناء إيراني بارز على الخليج العربي) وإعلانه أن البحرية الإيرانية ونظيرها في حرس الثورة الإسلامية الإيراني سيشكلان “رمزاً لقوة الأمة الإيرانية”… جاء خطابه هذا على خلفية عملية إعادة تنظيم كبيرة في حرس الثورة الإسلامية حوّل البحرية (فضلاً عن فيلق القدس) إلى آلية إيرانية مهمة للإعراب عن القوة.
في السنوات التالية، عملت البحرية الإيرانية بشكل متواصل على توسيع نفوذها، ومعه توسّع أيضاً الطموح الإيراني، كان المسؤولون الإيرانيون يتحدثون عن أنفسهم كقوة إقليمية، أما اليوم، فبدأوا يصنّفون إيران قوة إقليمية شاملة لا تقتصر سيطرتها على الخليج العربي، بل تشمل أيضاً شمال المحيط الهندي، كذلك اعتبروا أخيراً أن حدودهم الإستراتيجية تضم شرق البحر الأبيض المتوسط وخليج عدن.
حتى قبل أن تحظى طهران بزخم كبير جراء الصفقة النووية الإيرانية وافتداء الرئيس أوباما الرهائن الأميركيين، كانت البحرية الإيرانية تعمل على توسيع نطاق عملياتها، وفي فبراير 2013، نشرت قواتها في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ القرن الثامن بعد الميلاد، وقصدت أخيراً مرات عدة موانئ سريلانكا، تلك الجريزة المستقلة في جنوب المحيط الهندي. كذلك تصدرت البحرية الإيرانية عناوين الأخبار في الغرب عندما عبرت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ثم قصدت موانئ في سورية، علاوة على ذلك، كان المسؤولون الإيرانيون يعملون على استمالة الدول الإفريقية، لا ليشتروا أصواتها في الهيئات الدولية ويصلوا إلى مخزوناتها الكثيرة من اليورانيوم فحسب، بل ليقيموا أيضاً قواعد لوجستية.
تحدّث قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني حبيب الله سياري للمرة الأولى عن نشر قواته في المحيط الأطلسي في شهر سبتمبر عام 2011، لكن ما بدا حينذاك مجرد خطاب حالم يتحوّل راهناً إلى واقع مع تخطيط القوات البحرية الإيرانية للتوقف في موانئ تنزانيا وجنوب إفريقيا.
يجب ألا يتجاهل البيت الأبيض والبنتاغون باستخفاف ما حققته إيران، معتبرَين أنه مجرد مغامرة لاستمالة الشعب الإيراني، صحيح أن هذا الأسطول بالتحديد قد لا يعني الشيء الكثير، ولكن إن نجحت إيران في إقناع عدد كافٍ من الدول الراغبة وحملتها على منحها الإذن باستخدام موانئها على طول الساحل الإفريقي، فمن الممكن بعد ذلك أن يتخذ المسؤولون الإيرانيون الخطوة التالية ويُرسلوا أسطولاً لزيارة فنزويلا أو كوبا أو ربما البقاء في موانئهما فترة من الوقت.
تعشق الحكومة الإيرانية المقارنات المعنوية: “تنشرون قواتكم في الخليج العربي، ونحن وصلنا إلى البحر الكاريبي”، وصحيح أن القانون البحري يمنح إيران الحق في ذلك، إلا أن وزارة الخارجية لا تقوم بواجبها على أتم وجه، إذ تولي موقفنا من التبدلات المناخية أهمية أكبر من التصدي لخصوم الولايات المتحدة، ما يسمح لخطوات كتلك التي تقدم عليها إيران بالنجاح.
لعل هذه المسألة الأقل تداولاً في إرث إدارة أوباما، لكن السماح للصين أولاً وإيران اليوم بدخول المحيط الأطلسي قد يؤدي إلى تبدلات دائمة في حسابات الولايات المتحدة الأمنية، ولا عجب في أن تأتي هذه الخطوة على خلفية تراجع عدد سفن البحرية الأميركية وجاهزيتها.
المصدر: الجريدة
مايكل روبين يكتب: إيران في المحيط الأطلسي على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –