احتدام المعارك في الموصل.. القوات العراقية تتقدم و"تنظيم الدولة" يرد بالمفخخات


تحتدم المواجهات بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، اليوم الخميس، على مشارف مدينة الموصل، التي تعد بمثابة آخر أكبر معقل للتنظيم في العراق، في حين صدرت دعوات أممية تحذر من إلحاق الضرر بنحو 1.5 مليون شخص في المدينة.

ويشارك في المعارك طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يساند القوات العراقية في هجومها ضد مقاتلي التنظيم، وتتركز المواجهات حالياً بشكل رئيسي في الجهة الشرقية للمدينة.

وبدأت القوات العراقية بعد ساعات من بدء المعركة، اقتحام ناحية الكوير شرق الموصل، وتزامن ذلك مع وصول قوات من "البيشمركة" (الكردية) إلى مشارف مفرق الحمدانية التي تبعد 7 كيلو متر عن شرق المدينة.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدرين أمنيين عراقيين قولهما إن القوات العراقية أحرزت تقدماً لمسافة 6 كيلومتر في محور القيارة جنوب الموصل، وأشارا إلى إلحاق خسائر في صفوف التنظيم.

من جانبهم بدأ مقاتلو "تنظيم الدولة" بتنفيذ عمليات انتحارية لصد هجمات القوات المتقدمة، وقالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم إنها "نفذت 3 عمليات استشهادية لضرب القوات العراقية قرب قرية نجمة ومفرق القيارة جنوب الموصل"، على حد تعبيرها. دون أن تكشف عن الخسائر التي كبدتها في صفوف تلك القوات.

وفي بغداد قتل 11 شخصاً وأُصيب 23 آخرون، اليوم الإثنين؛ إثر استهداف قافلة لـ"الحشد الشعبي" (مقاتلون شيعة موالون للحكومة) بتفجير سيارة مفخخة، حسب ما أفاد ضابط في الشرطة.

وقال الملازم أول ناصر الحنون لوكالة الأناضول، إن "انتحارياً فجر سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري على نقطة تفتيش العدوانية على الطريق الدولي السريع في منطقة اليوسفية، جنوبي بغداد، اثناء مرور قافلة لمقاتلي الحشد الشعبي".

وحتى الساعة 12:30 (توقيت غرينتش)، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي بعد ساعات من إعلان الحكومة العراقية بدء حملة عسكرية واسعة لتحرير مدينة الموصل  من قبضة "تنظيم الدولة".

تحذير تركي

من ناحية ثانية، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أنّ بلاده لا تتحمل مسؤولية النتائج الناجمة عن أي عملية ليست مشاركة فيها، في إشارة منه إلى عملية تحرير الموصل.

وجاءت تصريحات أردوغان هذه في كلمة ألقاها لدى افتتاح مؤتمر إسطنبول الدولي للقانون، حيث أوضح فيه أنّ تركيا ستكون داخل عملية تحرير الموصل وستشارك في المفاوضات التي تخص شؤون المنطقة، وأنه من المُحال تنحية أنقرة جانباً.

ورداً على مطالبة بعض الأطراف لتركيا بعدم الدخول إلى مدينة الموصل، قال أردوغان: "يطالبون تركيا بعدم الدخول إلى الموصل، كيف لا ندخل ولنا حدود مع العراق على طول 350 كم ونحن مهددون من تلك الحدود".

وأضاف أردوغان في معرض رده على تلك المطالب، أنّ لتركيا إخوة من العرب والتركمان والأكراد في الموصل، وأنّه من المحال أن تبقى بلاده مكتوفة الأيدي حيالهم.

كما تطرق أردوغان إلى مطالبة الحكومة المركزية في بغداد للقوات التركية بإخلاء معسكر بعشيقة القريبة من الموصل والخروج من الأراضي العراقية، قائلاً: "لا ينبغي أن ينتظر أحد منا الخروج من بعشيقة، نحن في بعشيقة وقمنا حتى اليوم بجميع أنواع العمليات ضد داعش هناك وسنستمر في القيام بذلك، وإن المحاولات الحثيثة لإبقاء بلدنا خارج عملية الموصل، جاءت لأنهم يدركون أن ذلك من شأنه إغلاق الباب أمام صراع مذهبي يُراد إفتعاله بذريعة داعش". 

تحذير من كارثة

من جانب آخر، قال ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، اليوم الإثنين، إن المدنيين في مدينة الموصل، شمالي العراق، في "خطر حقيقي".

وأعرب أوبراين، في بيان أصدره، عن قلقه الشديد على سلامة نحو مليون ونصف المليون شخص من سكان الموصل، خلال العمليات العسكرية لتحريرها من "تنظيم الدولة".

وأضاف: "نخشى على سلامة الفئات الأكثر تعرضاً للخطر، لاسيما الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل اشتداد المعارك داخل المدينة، حيث قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم".

وتابع: "نظراً إلى شدة الأعمال القتالية ونطاقها الواسع، فإن الآلاف داخل المدينة سيكونون معرضين لخطر القتل أو الحصار، أوالاستخدام كدروع بشرية"، بحسب البيان ذاته.

وفي السياق نفسه، قالت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق، ليز غراند: "نفعل ما بوسعنا لاتخاذ كل الإجراءات في حال حدوث أسوأ السيناريوهات الإنسانية، لكن نخشى أن يكون مازال أمامنا الكثير لفعله".

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أمس، أن العملية العسكرية التي تم إطلاقها لاستعادة مدينة الموصل تشكل "لحظة حاسمة" في المعركة ضد التنظيم. 

وقال كارتر: "واثقون بأن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية البلاد من وحشية التنظيم الإرهابي".

عملية واسعة

ومن المتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي، وميليشيات "الحشد الشعبي" الطائفية، و"البشمركة" الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مقاتلي "تنظيم الدولة" من الموصل.

ويعد الهجوم الحالي على الموصل الواقعة شمال العراق أكبر عملية يشنها الجيش العراقي منذ أن انسحبت القوات الأمريكية من البلاد في عام 2011 وتوقعت الولايات المتحدة أن ينهزم التنظيم، وفقاً لوكالة رويترز.

وفي وقت سابق من فجر اليوم، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، انطلاق عملية تحرير الموصل وذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة "العراقية" شبه الرسمية. 




المصدر