الجيش الحر يسيطر على “دابق” وينهي حلم “داعش” في الملحمة الكبرى


فراس محمد

أعلنت فصائل من الجيش الحر، المشاركة في عملية (درع الفرات)، والمدعومة بالدبابات والمدفعية التركية، وبطائرات التحالف، أول أمس السبت، تحرير بلدات دابق، وصوران أعزاز، واحتيملات، بعد اشتباكات مع عناصر “تنظيم الدولة الإسلامية”، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من عملية (درع الفرات)، موجهة -في نظر كثير من المراقبين- ضربة معنوية للتنظيم من خلال السيطرة على قرية دابق ذات الرمزية الدينية والإعلامية، وخطوة كبيرة باتجاه تحرير مدينة الباب، ثاني أكبر مدن الريف الحلبي بعد مدينة منبج.

وقالت مصادر أمنية تركية لوكالة (الأناضول): إن أصعب مرحلة من مراحل عملية (درع الفرات) قد اكتملت بتحرير دابق، مؤكدة -في الوقت ذاته- استمرار العملية، فيما أعلنت رئاسة الأركان التركية بأن تحرير دابق سيعني عدم قدرة التنظيم -من الآن فصاعدًا- على استهداف الأراضي التركية بالقذائف الصاروخية.

وفي ردود الفعل حول تحرير دابق، أعلن إبراهيم كالن، المتحدث باسم رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، أن تحرير القرية انتصار استراتيجي ورمزي، وأكّد أن عملية (درع الفرات) مستمرة؛ حتى تأمين المنطقة الحدودية بالكامل، وأن الخطوة المقبلة ستكون مدينة الباب الاستراتيجية، والتي تعدّ المعقل الرئيس للتنظيم في المنطقة.

كما رحب كل من المملكة العربية السعودية وقطر بنجاح الجيش السوري الحر مدعومًا بالقوات التركية بـ تحرير بلدة دابق، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية السعودية قوله: “إن هذا الانتصار يعد ضربة جديدة ضد تنظيم (داعش)؛ لما تحمله البلدة من بُعد رمزي للتنظيم الإرهابي، وخطوة مهمة في طريق دحر الإرهاب”، في حين قالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا): “إن إعلان إعادة السيطرة على بلدة دابق، يعد تقدمًا إيجابيًا، وخطوة مهمة نحو استعادة باقي المدن السورية، وإن ما يقدمه الشعب السوري الشقيق من نضال، وتضحيات من جراء همجية النظام السوري من جهة، والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى، يستدعي وقفة حقيقية، وصادقة من المجتمع الدولي؛ لوقف نزيف الدم، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري”.

أما الموقف الأميركي، فقد جاء على لسان وزير الدفاع، آشتون كارتر، الذي رحب -بدوره- بتحرير دابق على يد الجيش السوري الحر، ووصف تحرير البلدة بأنه ضربة عسكرية ورمزية للتنظيم المتشدد، مشددًا -في الوقت ذاته- على أن الحملة الرامية إلى هزيمة التنظيم ستكتسب قوة دفع جديدة.

حيث قال كارتر في بيان له، نشرته وزارة الدفاع الأميركية على موقعها الرسمي: “أرحب بتحرير بلدة دابق، الذي تحقق من خلال الدعم الكبير من حليفتنا تركيا والتحالف الدولي”.

كما توجه كارتر بالشكر إلى السوريين الذين قاتلوا من أجل تحرير دابق، وإلى تركيا لتنسيقها الوثيق في أثناء العملية.

من جانبه، كان تنظيم الدولة الإسلامية قد استبق انسحابه من دابق بالتقليل من أهمية المعركة، واصفًا إياها بمعركة دابق الصغرى، وليست دابق الكبرى التي تحدث عنها الرسول محمد (ص)، حيث تحدثت مجلة النبأ التابعة للتنظيم في عددها الصادر بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، أن ما أسمتهم المجلة بالصحوات، والأتراك عباد الصليب، حشدوا في ريف حلب الشمالي؛ بهدف السيطرة على دابق، وأن انتصارهم سيكون انتصارًا معنويًا على التنظيم، منوهة بأن عناصر التنظيم يميزون بين معركة دابق الصغرى، ودابق الكبرى، وأن هناك أحداثًا جسامًا وإرهاصات تسبق معركة دابق الكبرى، وهذا الكر والفر في دابق وما حولها، ليس إلا معركة دابق الصغرى التي ستنتهي بمعركة دابق الكبرى.

يتناقض هذا الطرح الجديد لـتنظيم الدولة الإسلامية، حول معركة دابق الصغرى والكبرى، مع الحملة الإعلامية التي تلت سيطرته -في عام 2014- على البلدة، حيث أصبحت البلدة إحدى الركائز الأساسية لحملة التنظيم الدعائية التي تهدف إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من المقاتلين الأجانب؛ بغية خوض الملحمة الكبرى التي جاء ذكرها في الحديث النبوي، حيث أصبحت عنوان الصحيفة الرسمية للتنظيم، كما أطلق اسم أعماق على وكالة أخباره الرسمية، والتي جاء ذكرها في الحديث نفسه عن الملحمة الكبرى.




المصدر