تقديس المدنّس في الشّعر العربيّ المعاصر
18 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
جيرون
صدر حديثًا كتاب (تقديس المدنّس في الشّعر العربيّ المعاصر) لمؤلفه رائد الصّبح، عن المركز الثقافيّ للكتاب، الدار البيضاء/ بيروت، الذي سعى فيه إلى تأصيل ظاهرة (تقديس المدنّس/ تدنيس المقدّس) وجوديًا (أنطولوجيًّا)، ومعرفيًّا (أبستمولوجيًّا) من خلال سعي بعض الشّعراء المعاصرين إلى توظيف هذه الظاهرة واستغلال قطبيها: المقدّس، والمدنّس، محاولين استخراج قيمة مقدّسة من قيمة تمّ التواضع على أنّها مدنّسة أو العكس أي: من خلال استخراج قيمة أو صورة مدنّسة من قيمة تمّ التواضع على قدسيّتها.
تناولت الدّراسة تجربة شاعرين حديثين هما: بدر شاكر السّيّاب وأمل دنقل، وقد بيّن المؤلّف أسباب بروز هذه الظاهرة، منها: التحوّلات الفكريّة السياسيّة والاجتماعيّة العميقة التي شهدها الوطن العربيّ في القرن العشرين، إضافة إلى هاجس الاختلاف والذاتيّة الذي كان يبحث عنه الشّاعر المُخلص لتجربته؛ ليكون شعره صوتًا مختلفًا عما قبله.
كما شكّلت الحاجة الفنيّة والبحث عن الأداة/ الدهشة، عاملًا مهمًا من عوامل بروزها في الشّعر العربيّ المعاصر، لذلك؛ فقد عدّ المؤلف هذه الظاهرة بمنزلة تقنية تعبيريّة معاصرة، وقد رافقها تغيير في وعي شعراء عرب معاصرين، من خلال إدراكهم أنّ تحرير إشارات النّص، من قيودها الدينيّة، والتاريخيّة، لن يتمّ قبل تحرير ذات الشّاعر من كلّ القيود والاستلابات؛ لذلك حرّر نفسه من كلّ قراءة تاريخيّة، أو دينيّة معلّبة، ولم يعد العقل تابعا للنصّ -أيّ نصٍ كان- مهما بلغت قداسته، فليس ثمّة عناصر جوهريّة ثابتة في النصوص، بل لكلّ قراءة -بالمعنى التاريخيّ والاجتماعيّ- جوهرها الذي تكشفه في النّص من جهة، ومن الرصيد الثقافيّ والمعرفيّ للقارئ/ المبدع من جهة أخرى.
[sociallocker] [/sociallocker]