روسيا تعلن عن هدنة في حلب.. الأمم المتحدة حذرة وأوروبا تزيد ضغوطها


أعلنت روسيا أمس، الاثنين 17 تشرين الأول، عن “هدنة إنسانية” في مدينة حلب، مؤكّدةً أنها ستوقف القصف على المدينة، في حين رحّبت الأمم المتحدة بهذه الهدنة بحذر، مشيرةً إلى أنها غير كافية، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن تعرّض أحياء حلب للقصف بعد إعلان روسيا للهدنة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية سيرغي رودسكوي: “سنطبق يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر/ تشرين الأول هدنة إنسانية، بداية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، في منطقة حلب”، مشيرًا إلى أن “القوات الجوية الروسية والقوات الحكومية السورية ستوقف القصف الجوي وقصف الأسلحة الأخرى خلال هذه الفترة”.

وأضاف رودسكوي: “لقد اتخذنا قرارًا بعدم إضاعة الوقت، وبتطبيق هدنات إنسانية تهدف بالأساس إلى حرية عبور المدنيين، وإجلاء المرضى والمصابين وانسحاب المقاتلين”.

ضغوطات أوروبية

تأتي هذه الهدنة بينما يزداد الضغط الأوروبي على روسيا بسبب حلب، مع تلميح كلٍ من برلين وباريس ولندن بزيادة العقوبات على روسيا.

وكان المجلس الأوربي للشؤون الخارجية قد نشر نتائج تحقيقٍ أمس الاثنين يثبت تورط روسيا في النزاع السوري، إلى جانب قوات نظام الأسد، ربما يرقى لجرائم حرب.

وقال المجلس الأوربي: “الاستهداف المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنى التحتيّة الأساسية، إلى جانب استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية، يشكل تفاقمًا كارثيًا للنزاع، وربما يرتقي لجرائم حرب”، بينا كان الرد الروسي على هذه الاتهامات بأنها “شعارات جوفاء”، لا تأخذ الواقع السوري في الاعتبار، وذلك وفق ما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردًّا على التحقيق.

ترحيب حذر

بدورها أبدت الأمم المتحدة مساء أمس الاثنين “ترحيبًا حذرًا” بإعلان روسيا وقفًا لإطلاق النار لمدة ثمانِ ساعات في مدينة حلب، معتبرةً أن هذه الهدنة ضرورية، ويحتاجها المدنيون السوريون، إلا أنها “ليست كافية لإدخال المساعدات الإنسانية”.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “إن أي وقف للمعارك إيجابي للسكان، ولكن نحتاج إلى توقف أطول من أجل إدخال المساعدات إلى المدينة التي تتعرض لقصف شديد”، كاشفًا أن الأمم المتحدة طلبت وقف القتال لمدة 48 ساعة على الأقل.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، أن إعلان روسيا عن وقف لإطلاق النار لمدة ثمان ساعات يوم الخميس في مدينة حلب السورية هو “خطوة إيجابية” إلا أنها قد لا تكون كافية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة.

وأضافت موغيريني خلال ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: “يمكن أن تكون هذه بداية، وهي بالتأكيد خطوة إيجابية” لافتةً إلى أن “التقييم الأخير من وكالات الإغاثة يشير إلى الحاجة إلى 12 ساعة، ولذلك يجب العمل على التوصل إلى أرضية مشتركة”.

قصف عُقب الإعلان عن هدنة الخميس القادم

وبعد أن أعلنت روسيا “الهدنة الانسانية” في مدينة حلب، شن الطيران الروسي غارات جوّية عنيفة استهدفت أحياء المدينة المحاصرة.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله: “إن طائرات روسية نفّذت بعد منتصف الليل أمس الاثنين غاراتٍ مكثفة استهدفت أحياء عدة في شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة”، لكنه لم يعلن عن حصيلة للخسائر البشرية.

وتحاول روسيا بالتعاون مع نظام الأسد إنهاك الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، وذلك بعد 27 يومًا من فشل الهدنة الأخيرة، حيث بدأت روسيا حملةً عنيفةً على المدينة منذ فشل الهدنة وحتى الآن.

نغمة الممرات الإنسانية

وعادت روسيا مجدّدًا للحديث عن ممرات إنسانية في حلب خصّصتها للمدنيين والمقاتلين، ليتمكّنوا من الخروج من المدينة، وذلك بعد أن فشلت خطّة الممرات الإنسانية السابقة، على غرار كسر “غرفة عمليات فتح حلب” للحصار عن المدينة.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية سيرغي رودسكوي، أنه سيتم فتح ممرين أحدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين وستة ممرات إنسانية أخرى لإجلاء المدنيين.

من جهته أعلن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنه أمام مقاتلي “جبهة فتح الشام” خياران، إما مغادرة الأحياء الشرقية و”إما أن يُهزموا” حسب تعبيره.

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، قد اعتبر الشهر الفائت أن وجود مقاتلي جبهة فتح الشام في شرقي حلب يشكل مبررًا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم، مقترحًا مرافقتهم “شخصيًا” في حال قرروا الانسحاب.



صدى الشام