لماذا يغرد السوريون عن “الباصات الخضراء”؟


تحولت “الباصات الخضراء” إلى مصدر تشاؤم لدى الكثير من السوريين، وهو ما يبدو جلياً في تغريداتهم عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت هذه الباصات إلى رمز لعمليات التهجير القسري التي يقوم بها النظام السوري بحق أهالي المناطق المحاصرة، عقب كل تسوية.

ففي معظم الحالات يتم نقل المهجرين من مناطقهم بواسطة هذه الباصات، وهي في الأصل باصات للنقل الداخلي في سورية.

كتب أحد مستخدمي فيسبوك، عماد علي “إذا بقينا هكذا ساكتين قريبا كلنا سوف نركب الباصات الخضر”.

أما فادي زيادة فعلّق بالقول “صايرة الباصات الخضر عم تطلع وتدخل على المناطق المحررة وتحمل بشر وكأن الموضوع صار عادي وروتيني …. قدسيا والهامة بالطريق إلى إدلب بلد المهجرين والمنسيين”.

لام كثيرون دور الأمم المتحدة في هذه الاتفاقات، واعتبروها راعياً لعمليات نقل المهجرين من مناطقهم، إذ كتب يوسف مصري “الباصات الخضر باشراف الأمم المتحدة في قدسيا والهامة، وغداً حلب، التغيير ديموغرافي باشراف دولي وتحت مظلة الأمم المتحدة، يريدون سوريا بدون سوريين”.

أما رأي هبة فكان “لما الأمم المتحدة بتشغل موظفيها شوفيرية باصات خضر، طبيعي يشغل النظام جنوده بالتعفيش”.

من جانبه، كتب عاطف واصفاً هذه الباصات “باصات العار الخضر، باصات الحلقة الأخيرة من مسلسل الخيانة و الغدر، باصات التطهير العرقي”.

ومشيراً إلى دورها في تقسيم سورية كتب محمد “كان في سايكس بيكو هلأ في باصات خضر”.

أما عمر الجرف فاعتبرها نوعاً جديداً من الأسلحة “أنا ضد كل أنواع السلاح في سوريا، و اليوم أنا ضد أخطر سلاح في الحرب السورية، أنا اليوم ضد هذه الباصات الخضر اللئيمة”.

فيما كتب علي حمود “كنا نفرح لركوب الباصات الخضر لتوفير بعض المال عوضاً عن التاكسي، لم نكن نعرف أنها ستكون سبب ألمنا وحزننا لركوبها”.
معتصم أبو الشامات عبّر عن تشاؤمه من هذه الباصات قائلاً “اكتر كلمتين ممكن يكركبولي أحسن نهار هن باصات خضر”، وكتبت ناتاشا “الباصات الخضر ..وسيلة نقل سورية ملعونة للأبد في حياتنا”.

وأشار آخرون إلى أنه في الوقت الذي يرى السوريون في الأمر تهجيراً يراه العالم حلولاً وتسوية، كتبت الصحافية السورية زويا بستان ساخرة “مو بعيد بكرا يعطو الجائزة لشوفير الباصات الخضر، أو لعلي مملوك، أو لجميل حسن أو لشبيحة شارع نسرين، أو لشي مخبر من تبع بسطات الحمرا، أو لأسماء الأسد، أو لقناص جبل الورد على خدماته الجليلة في تأليف قلوب السوريين وحشرهم في مطبخ البيت أجمعين”.

أما وسام زرقا فأشار إلى أن استخدام عبارة حرب أهلية من قبل الصحافة الغربية يميل لتصوير من بقي في حلب المحاصرة كمجموعة من الفقراء الذين لم يستطيعوا الهرب، وهو تمهيد لفكرة خروج الناس من بيوتها عن طريق “الممرات الآمنة” أو الباصات الخضر”.
بينما محمد الراشد حذر قائلاً “‏في ضل هذه التفرقة، كل الطرق تؤدي الى الباصات الخضر”، أما محمد حسين فاعتبرها “لعنة على الثورة السورية، يمعن النظام في استخدامها لإيصال الرسالة إلى المناطق المحاصرة”
وتناقل السوريون صورة لأحد الثوار وهو يكتب عبارة “لا فناء لثائر على أحد باصات التهجير”.



صدى الشام