اتفاق جديد لإجلاء المقاتلين من معضمية الشام


آلاء عوض

أُبرم -الإثنين- اتفاقًا بين قوات النظام ومجموعة من قيادات معضمية الشام، يقضي بخروج المقاتلين من المدينة الأربعاء الساعة التاسعة صباحًا، بحضور الصليب الأحمر السوري، وحول هذا الاتفاق أوضح ناصر صوّان، الناشط المدني من أهالي المعضمية لــ (جيرون)، قائلًا: “سيتم إجلاء 472 من المقاتلين مع عائلاتهم إلى إدلب، وبذلك سيكون العدد الكلي للمهجّرين نحو 4000 نسمة، كما ستكون هناك آلية لتسوية أوضاع المقاتلين المتبقّين، ولكنها على الأرجح ليست نزيهة، ولم يُسمح للمقاتلين المُصرّح بتهجيرهم -غدًا- باقتناء أسلحتهم معهم، إلا الخفيفة منها”.

فيما قال وسيم. ص، وهو صحافي وناشط مدني من أهالي المعضمية لـ (جيرون): “إن آلية التسوية للمتبقّين، هي مقابلة تُعقد بين لجنة أمنية مُشكّلة من جميع الفروع الأمنية والمطلوبين، وبعد اللقاء يتمّ إعطائهم ورقة تخوّلهم التحرك داخل سورية دون مُساءلة، ولكننا نعلم أنها مُلفّقة، فمنذ نحو شهر أُجريت عملية تسوية بحق بعض المطلوبين، ولم يتم اعطاءهم أي أوراق أو ضمانات، ولا نعرف ما هو مصيرهم”.

من جهته أكد صوّان أن النظام “يهدف -من خلال هذه العملية- إلى تجويف معضمية الشام من السلاح بشكل كامل، ويسعى لزرع عناصره فيها، كما حصل ويحصل في العديد من المناطق السوريّة، فأول ما يُدخِله النظام بعد إتمام مثل هذه الاتفاقيات، هو اللجان الشعبية والشبيحة”، وتابع “عملية الإجلاء -هذه- لن تكون مدخلًا لفكّ الحصار عن المدينة، أو إزالة حواجز النظام وفتح المداخل، فلا يوجد سوى معبر واحد للمدينة، وهو إلى الآن مقيّد من النظام، ولا توقعات بفتحه، فالعملية كلّها شكلية، افتعلها النظام للدخول إلى المدينة، والأهالي والمقاتلون مُجبرون عليها”.

تردي معيشي ونفسي

يعاني الأهالي في المعضمية من أوضاع معاشية وإنسانية صعبة ومُرهقة، وبحسب صوّان، “فإن الأوضاع بعد شهر رمضان الفائت تحسنت قليلًا، وخصوصًا بعد دخول بعض شاحنات المساعدات الأممية، ولكن أسعار المواد التموينية الضرورية عالية جدًا، ولا سيما أن هناك مجموعات تقوم بالمتاجرة بها، وغالبًا ما تكون مرتبطة بأشخاص منتفعين من النظام”.

وأكد وسيم أن الأوضاع مأسوية، وهناك خوف من تدهورها أكثر بعد دخول هيئات النظام، وحاليًا “لا توجد مياه ولا كهرباء، إضافة إلى الوضع النفسي السيئ، ففكرة الخروج إلى إدلب ليست سهلة، لأن المقاتلين وذويّهم لا يعرفون مصيرهم هناك، ولا يملكون شيئًا لا مأوى ولا نقودًا؛ ليتدبّروا أمورهم في الفترة الأولى من وصولهم، والبقاء داخل المدينة خطر أيضًا، فلا ضمانات، والمنشقّون سيتوجب عليهم بعد فترة زمنية، أقصاها ستة أشهر، الالتحاق مرة أخرى بـ (الدفاع الوطني) أو الجيش (السوري)، وهذا الأمر من المستحيل أن يقبلوه”، وتابع: “الحالة النفسية للأهالي حَرِجة جدًا، فلا أحد يعلم المستقبل، والمصير مجهول بالنسبة للمقاتلين الخارجين، وللذين قرّروا البقاء، والمقاتلون وذووهم مجبرون على القبول بواحد من خيارين أحلاهما مُرّ”.

ويقطن مدينة معضمية الشام المحاصرة منذ نحو ثلاث سنوات حوالي 50 ألف نسمة، ويعانون من أوضاع صعبة على الصعد كافة، ويقوم النظام بإجبار الفصائل الثورية في المناطق الخارجة عن سيطرته، في محيط العاصمة، بالتفاوض معه بعد حصارهم، وقطع الإمداد العسكري والغذائي عنهم؛ لتهجيرهم وتغيير ديموغرافية مناطقهم التي يُشكّل بقاءهم فيها خطرًا عليه.




المصدر