السفارة الروسية: غروزني هو "الحل" بالنسبة لحلب


في حربٍ من التصريحات والتصريحات المضادة اشتعلت حرب لفظية بين كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسفارة الروسية في واشنطن.

حيث أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما تفكران في فرض عقوبات جديدة ضد موسكو بسبب دعمها لبشار الأسد والقصف الجوي الوحشي على حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المقاومة السورية، وقد أبدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد قلقه من أن طائرات مقاتلة روسية تقوم بتنفيذ استراتيجية مماثلة كتلك التي تم استخدامها من قِبل الكرملين خلال حربهم في الشيشان.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "لا تزال هناك معتقدات عميقة لدى الكثير من الناس بأن روسيا ببساطة تسعى إلى "حل غروزني" في حلب وغير مستعدة للانخراط حقًّا بأي حال من الأحوال في أي حل سياسي"، وقد قال كيري ذلك في إشارة إلى سياسة الأرض المحروقة التي تنفذها موسكو كما فعلت خلال الحرب الشيشانية الثانية التي قضت على عاصمة الجمهورية الانفصالية آنذاك.

وسريعًا تم رصد التعليقات من قِبل الكرملين وسرعان ما ارتشحت تغريدات على حساب السفارة الروسية في واشنطن على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، للرد على تعليقات كيري جونسون.

وجاء في تغريدات السفارة الروسية أن "غروزني اليوم هي مدينة السلام متطورة ومزدهرة. أليس هذا الحل الذي يبحث عنه الجميع؟".

وجاء في التغريدة والتي أظهرت صورًا من قلب مدينة غروزني التي تم إعادة بنائها بالكامل، ورفضت الغضب الدولي من التكتيكات الروسية في حلب. بدلًا من ذلك، أرسلت رسالة مفادها أن العاصمة الشيشانية عادت مرة أخرى بعد تدميرها؛ إذ إن السفارة لا ترى أي سبب للإسهاب في الحديث عن الضحايا 160.000 على الأقل خلال حروب الشيشان، التي وقعت ضمن صراع وحشي 1999- 2000 والتي كانت نتيجة لارتكاب فظائع.

وعلى أي حال، فإن إعادة بناء غروزني لا يبشر بالخير بالنسبة لأولئك الذين يأملون في رؤية روسيا خارج سوريا في أقرب وقت ممكن. ففي السنوات التي أعقبت الحرب، تدفقت مليارات الدولارات من الاستثمارات من دول الخليج وموسكو إلى المدينة، ما ساعد بدعم الزعيم القوي في الشيشان "رمضان قديروف"، للسيطرة على الاضطرابات باستخدامه الأساليب القمعية؛ حيث إن بوتين يأمل بتطبيق استراتيجية مماثلة في حلب.

أما في سوريا، فقد أدى دعم روسيا للأسد إلى مستوى أكبر من الدمار الإنساني. ففي كل يوم يستمر القصف بمساعدة روسيا في حلب، آخر معقل للمقاومة السورية، وتقوم بدك المزيد من المباني ليزداد عدد القتلى -الذي يُقدر بالفعل بأكثر من 400.000  في سوريا منذ بداية الحرب– وهو في ارتفاع.

وقد أظهرت الدول الغربية زيادة الإحباط مع مشاركة روسيا؛ حيث تضاءلت جهود متعددة لوقف إطلاق النار في الأشهر الماضية. ففي 7 أكتوبر دعا كيري للبدء بتحقيق بجرائم حرب ضد روسيا وسوريا، ووجه لومًا للبلدين لقصف أهداف مدنية مثل المستشفيات وإعاقة جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

غير أن استراتيجية روسيا الوحشية في الشيشان التي جعلت الأولى تنتصر في الحرب، ولكنها جاءت بتكلفة إنسانية عظيمة، الأمر الذي يكاد يكون مثالًا من الصعب تقليده كقالب واعد للحل لكابوس وحشية حلب.