بانا تغرد من تحت الأنقاض

19 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

3 minutes

شغلت بانا العابد الطفلة الحلبية  ابنة الأعوام السبعة رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الأخص موقع تويتر وهي تروي بتغريداتها التي تنشرها على الموقع باللغة الانكليزية جحيم مدينة يحاصرها نظام الأسد، إنها الفتاة التي استيقظت من قيلولة بعد الظهر سائلةً أمها إن كانت نامت إلى اليوم التالي، فضوء حريق الفوسفور التي ألقته الطائرات الروسية يضيء الدنيا، وهي  الفتاة التي “تظن أنها ستموت الليلة”، كما غرّدت ذات يوم قريب، وهي تسمع دوي الانفجارات يقترب من بيتها في حلب.

اعتادت بانا هدير النفاثات الروسية ودوي الغارات الليلية، و شهدت موت أعز صديقة لها في الحي تحت أنقاض بيتها المقصوف. وقد استفادت من حسابها على “تويتر” لتوثق دقائق حياتها الصعبة في حلب التي فقدت آلاف القتلى تحت أنقاض منازل وعمارات قصفها طيران النظامين الروسي والسوري، وما زال يقصفها، وكأنها تنتظر موتها في أي لحظة.

لا يكتفي الحساب بالتغريد كلامًا، إنما تنشر عليه الصور: صور بانا تلعب وتقرأ. “أقرأ من أجل أن أنسى الحرب”، تغرد تحت الصورة. في الثاني من أكتوبر الجاري، في ليلة قصف ليلاء، غردت: “قصف، قصف، قصف، لا ندري إن كنا سنموت الليلة، أعدكم أنني سأواصل التغريد طوال الليل”.

وفي تغريدة أخرى: “سقطت أربع قذائف على بعد خطوات من منزلنا. مساء الخير من حلب”.

وقالت في إحدى التغريدات: “في العام الماضي، تعرضت مدرستي للقصف، وقُتل رفاقي وأصيبوا بجروح. كنت محظوظة للبقاء على قيد الحياة. أنا أخاف من القذائف”.

في الثالث من شهر تشرين أول أكتوبر الجاري، تابع حساب بانا نحو 18 ألف متابع، وفي الرابع منه وصل العدد إلى أكثر من  30 ألفًا من العالم أجمع، وكرت سبحة المتابعين، خصوصًا أن التغريد يتم بالإنكليزية. وهذا ما ساهم في توصيل المعاناة الحلبية إلى العالم أجمع. وهذا ما دفع الصحافة العالمية إلى إبراز قصة بانا العابد مثالًا وأنموذجاً لطفولة سورية مسفوكة في حرب تريدها بانا أن تتوقف.

رابط الفيديو : هنا .

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]