لماذا تشارك تركيا في المساعي لإخراج فتح الشام من حلب؟

19 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

4 minutes

تكررت المطالب التركية خلال الساعات القليلة الماضية بضرورة خروج جبهة “فتح الشام”  (جبهة النصرة” سابقاً، من أماكن تواجدها في شرق حلب، واعتبر محللون موقف أنقرة تطوراً لافتاً لاسيما وأن إخراج “فتح الشام” من حلب مطلب روسي بالدرجة الأولى.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد طالب الأحد الفائت مقاتلي “فتح الشام” بالخروج من مدينة حلب، وجاء طلب الوزير حاسماً، مشيراً إلى أن على الجبهة الخروج “فوراً”، وأتبع كلامه بضرورة وقف القصف والاشتباكات من أجل إيصال المساعدات لحلب.

وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إلى أن بلاده ستعمل مع روسيا على ترتيب خروج “فتح الشام” من حلب، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: “تباحثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس حول مدينة حلب السورية، وأبلغني بانهم أوقفوا القصف عليها اعتباراً من الساعة 22:00”.

وأضاف: “طلب منّا التوسط لإخراج جبهة النصرة من حلب، وقمت بدوري بإبلاغ المعنيين للقيام بما يجب، واتفقنا على القيام بهذه الخطوة كي نتيح لأهل حلب فرصة العيش بأمان”.

ويبدو أن تركيا عازمة على المشاركة في إخراج عشرات مقاتلي “فتح الشام” من حلب، إذ صرح دبلوماسي تركي، اليوم الأربعاء، لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن أنقرة  تتعاطى بإيجابية مع إعلان روسيا حول “الهدنة المؤقتة” في حلب، وأنها تتفق مع موسكو بشأن ضرورة خروج عناصر “فتح الشام” من شرق حلب، من أجل فتح طريق الكاستيلو وإدخال المساعدات للمحاصرين.

وكان الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي قد كثفا من اتصالاتهما مؤخراً بشأن سورية، لا سيما بعد عودة العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى مجاريها، بعد أشهر من الخلافات والتصعيد عقب إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية اخترقت المجال الجوي لتركيا أواخر ديسمبر/ كانون الثاني الماضي.

وتقول المصادر التي نقلت عنها “الشرق الأوسط” إنه تم التشاور على إخراج “فتح الشام” من شرق حلب، عقب اجتماع لوزان في سويسراً السبت الماضي.

ويبدو أن تركيا ترى في خروج “فتح الشام” من شرق حلب، خطوة تمنع نزوح أعداد كبيرة من سكان المدينة المنهكة.

وفي هذا السياق، قال أردوغان، اليوم الأربعاء، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إن “ما لا يقل عن مليون سوري قد يفرون إلى تركيا إذا بدأ النزوح من مدينة حلب التي تحاصر القوات السورية والروسية قطاعها الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة”.

وأضاف: “لا قدر الله إذ بدأ هروب جماعي من حلب سيصل ما لا يقل عن مليون شخص لتركيا. للأسف لا يمكننا أن ندفع نحن الثمن. من يتسببون في ذلك يجب أن يجلسوا على الطاولة مع تركيا لمناقشة الأمر”.

ويعتقد محللون أن اهتمام تركيا الحالي منصب على إمكانية استقبال الفارين من مدينة الموصل التي يعيش فيها قرابة 1.5 مليون شخص، ويتوقع نزوح أعداد كبيرة منهم مع بدء القوات العراقية والتحالف الدولي وبمشاركة تركيا معركة كبيرة وواسعة لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة.

وكان نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش قال الإثنين الفائت، إن بلاده مستعدة لاستقبال مئات آلاف النازحين من الموصل، مردفاً: “رغم ذلك تركيا لا تتوقع تدفقاً للاجئين إذا لم يتم تنفيذ العملية بالطريقة الصحيحة”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]