إحدى أشجع النساء في العالم… (أسماء الدرعاوية) من المعتقلات إلى إنقاذ الضحايا


unnamed

وليد الأشقر: المصدر

أسماء متطوعة من الدفاع المدني السوري تبلغ من العمر 38 عاماً، تسكن وتعمل في مدينة درعا، تلك المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للانتفاضة السلمية في سوريا في العام 2011. عوقبت هذه المدينة بسبب انتفاضتها هذه، ومنع عنها في كثير من الأحيان إدخال الغذاء والدواء والمساعدات. سكانها يعملون كل ما بوسعهم لإنقاذ بعضهم بعضاً.

قبل بدء الثورة عملت أسماء كإخصائية معالجة فيزيائية في عيادتها الخاصة. عندما بدأت الثورة وتعرض الكثير من المتظاهرين لرصاص القناصة انتقلت للعمل كمسعفة تهرع لأي مكان يحدث فيه إطلاق نار.

تعرضت للاعتقال عدة مرات من قبل قوات النظام السوري بسبب عملها الإنساني. في كل مرة تخرج من المعتقل تعود لمعالجة المتظاهرين الجرحى أو أي شخص يحتاج لمساعدتها، في نهاية الأمر دمر النظام السوري عيادتها.

التحقت أسماء بأصحاب الخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري) في العام 2015، وبالنسبة لها كان هذا تغيراً كبيراً في حياتها – “قبل ذلك عندما كنت أعمل لوحدي لم يكن لدي سوى ساقاي تحملاني إلى المناطق التي تتعرض للقصف، وإن حالفني الحظ في أحد الأيام فقد يقدم لي أحدهم المساعدة بأن يقلني بدراجته النارية أو سيارته لمكان القصف. أما الآن فقد أصبح إنقاذ حياة الناس أكثر سهولة مع وجود فريق كامل من العمال الإنسانيين الشجعان وسيارة إسعاف مجهزة بكامل المعدات لنهرع بكل سرعة لمساعدة من يحتاجنا. إن جل ما يهمني هو أن أتمكن من مساعدة ضحايا القصف”، بحسب بيانٍ للمنظمة.

كان والدها يعاني من مرض في القلب والذي كان من الممكن علاجه ولكن بسبب ظروف المعيشة القاسية في ظل الحصار أفتقر والدها إلى الدواء الذي كان يعينه على البقاء حياً. قبل أن يفارق الحياة، كان يشاهد العمل الذي تقوم به ويقول لها داعياً “باركك الله، حماك الله”.

تقول “آنا”، وهي من منظمة “الخوذ البيضاء”، في رسالةٍ وصلت “المصدر” عبر البريد الالكتروني “أرسل لكم اليوم متحدثةً عن واحدة من أشجع النساء على وجه الكرة الأرضية”.

“إن أسماء مثل الكثيرين من أصحاب الخوذ البيضاء الذين تحدثت معهم” تضيف “آنا”: وهي تريد شيئاً واحداً وهو إيقاف الحرب وإيقاف القصف لتتمكن هي وزملاؤها من البدء في إعادة بناء بلدهم. إنها تعلم أن المجتمع الدولي قد فشل في ذلك، فلذلك فقد بدأت بالتخطيط لمستقبلها وهو أن تملك عيادة كبيرة تحوي الكثير من المستلزمات الطبية لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.

بينما ننتظر من السياسيين اتخاذ قرارات جدية للعمل على حماية المدنيين فإن هناك العديد من الأشياء التي في وسعنا عملها لدعم هؤلاء الأبطال مثل أسماء. أصحاب الخوذ البيضاء بحاجة إلى المزيد من المعدات لإنقاذ الأرواح، بحاجة ليعلموا أنهم في حال اصابتهم اثناء انقاذهم الأرواح فإنهم سيتمكنون من الحصول على الرعاية الصحية والعلاج الطبي، أو في حال وقوع ما هو أسوأ فإنه سيتم الاعتناء بعائلاتهم من بعدهم.





المصدر