إغلاق الطرق وسيلة ضغطٍ لإتمام المصالحات في درعا

مضر الزعبي: المصدر

تسعى قوات النظام من خلال قطعها للطرق الواصلة بين مناطق سيطرة الثوار في محافظة درعا ومناطق سيطرتها، إلى الضغط على الحاضنة الشعبية للثوار وإجبارهم على توقيع المصالحات المحلية التي يروج لها النظام في المحافظة منذ أشهر.

وأغلقت قوات النظام منتصف الأسبوع المنصرم طريق أوتوستراد دمشق – درعا الدولي، بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية وصفها ناشطون بالضخمة إلى مدينة خربة غزالة الواقعة على الأوتوستراد، وفيما بعد تم إغلاق الطريق الرابط بين بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي ومركز مدينة درعا، وبهذا الشكل لم يعد هناك أي طريق يربط بين مناطق سيطرة الثوار ومناطق قوات النظام.

وقال الناشط أحمد المصري لـ “المصدر” إن خطوة قوات النظام في إغلاق الطرقات أتت كوسيلة ضغط إضافية في سبيل إتمام المصالحات المحلية التي عملت خلال الأشهر الماضية على عقدها والترويج لها، فمنذ مطلع العام الجاري كان للمصالحات مجموعة من الخطوات بدأت مطلع شهر آذار/مارس الماضي، فقوات النظام حاولت حينها استغلال قصف الطيران الروسي لمدن وبلدات محافظة درعا بمئات الغارات خلال أسابيع، لعقد المصالحات.

وأشار إلى أن قوات النظام عملت أواخر شهر آب/أغسطس الماضي على عقد جولة جديدة من المصالحات، وبعد فشلها بدأت حملة عسكرية مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بهدف استعادة السيطرة على طريق دمشق – درعا القديم، وشنت حملة عسكرية استهدفت كلاً من مدينة داعل وبلدة ابطع.

وأضاف بأن قوات النظام بدأت مرحلة جديدة بعد أكثر من شهر على بدء حملتها العسكرية، وهي قطع الطرقات أمام المدنيين، مما شكل ضغطاً على الحاضنة الشعبية، ولا سيما المرضى، فالطرق كان يسلكها كبار السن بالإضافة للموظفين في القطاع العام، مشيراً إلى أن التهديد الأكبر يتمثل في استمرارية عمل المدارس، فأغلب المدارس ما تزال النسبة الأكبر من موظفيها يتقاضون الرواتب من مديرية التربية في مركز مدينة درعا، ومع قطع الطرقات أصبح من الصعب توجه المدرسين لاستلام رواتبهم، كون النظام يشترط تسليمه باليد من أجل عمل (فيش) في الأفرع الأمنية، والطريق البديل أصبح يتطلب من الموظفين أن يتوجهوا إلى محافظة السويداء ومنها باتجاه العاصمة دمشق من أجل العودة إلى مركز مدينة درعا، وبعد أن كان مركز المحافظة يبعد مسافة نصف ساعة عن أبعد البلدات، أصبح الآن يبعد أكثر من 200 كم.

وبدوره، قال الأستاذ خالد الرفاعي لـ “المصدر” إن قوات النظام تهدف من خلال قطع الطرقات إلى الضغط على الحاضنة الشعبية، ولا سيما قطاع التعليم والجانب الصحي، وذلك بعد فشلها في إتمام المصالحات على الرغم من العروض التي قدمتها.

وأضاف بأنه من المتوقع أن تزداد الأعباء على القطاع التعليمي في المناطق المحررة عقب إغلاق النظام للطرقات الرابطة بين مركز المدينة وتلك المناطق، فنسبة الطلاب في مناطق سيطرة النظام في محافظة درعا لا تتجاوز 25 في المئة من إجمالي عدد الطلاب في المحافظة.

المصدر