‘جنرال أمريكي: قيادات تنظيم الدولة يفرون من الموصل.. وتركيا: ممارسات الحشد الشعبي مخيفة كالتنظيم’

20 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

6 minutes

قال جنرال أمريكي، اليوم الأربعاء، إن قيادات “تنظيم الدولة” ومقاتليه يغادرون مدينة الموصل المعقل الرئيس لهم في العراق، من دون تحديد وجهتهم، في حين تمكنت القوات المهاجمة من استعادة عدة قرى تحت سيطرة التنظيم.

وأضاف قائد القوات البرية التابعة للتحالف الدولي جاري فوليسكاي: “شاهدنا خروجاً (لداعش) من الموصل، ولدينا مؤشرات بأن القادة قد غادروا”. 

وأضاف، في موجز صحفي من بغداد “نتوقع بقاء العديد من المقاتلين الأجانب لأنهم ليسوا قادرين على التغلغل أسوة بالمقاتلين أو القادة المحليين”، في إشارة إلى احتمال اختباء عناصر “تنظيم الدولة” بين السكان. 

وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن أعداد مقاتلي التنظيم داخل مدينة الموصل، اليوم، أقل مما كانت عليه أمس، من دون أن يعطي رقماً محدداً لأعداد المقاتلين أو المناطق التي يتوجهون إليها، حسب زعمه.

القتال بالمناطق الحضرية

ورجح “فوليساكي” لجوء عناصر التنظيم إلى “التخلي عن أراضِ إلى أن يصلوا إلى المناطق الحضرية المعقدة في الموصل وجوارها، والتي يمكن من خلالها تحييد تفوقنا التكنولوجي، لكننا لطالما تمكننا من ضربهم بنجاح (من قبل)”. 

وأشار إلى أن “داعش” سيفضل القتال داخل المناطق الحضرية، المجاورة لثاني أكبر مدن العراق(الموصل)، حيث يصبح التعامل معه صعباً نتيجة لاكتظاظ تلك المناطق بالسكان والأبنية. 

وكشف “فوليسكي” أن بلاده تستخدم مروحيات “الأباتشي” في إسناد القوات الأمنية العراقية أثناء تنفيذها لعملياتها ليلاً. 

وشدد على أن دعم قوات التحالف الدولي “لا يشمل الميليشيات الشيعية للحشد الشعبي”، مضيفاً أن “قوات التحالف، تدعم فقط العناصر، التي تقودها القوات الأمنية العراقية وتستلم أوامرها منها، والقوات الشيعية للحشد الشعبي ليست كذلك”.

ممارسات “الحشد الشعبي”

في سياق متصل، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، إن بعض الممارسات، التي تنتهجها قوات “الحشد الشعبي”، المكونة من المقاتلين الشيعة، تولّد نتائج مُخيفة على غرار ممارسات تنظيم “الدولة”، وإنه لا يحقّ لأحد أن يُخيّر العراقيين بين تلك الممارسات.

وقالت وكالة الأناضول إن جليك حذر من أن دخول “الحشد الشعبي” إلى مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى، شمالي العراق، وبسط سيطرتها هناك، من شأنه أن “يتسبب بخلق حرب طائفية كبيرة، وأن هذا أمر خطير للغاية”.

وأضاف: “ما تُسمى بقوات الحشد الشعبي تتشكل من المقاتلين الشيعة فقط، وبعض ممارساتها تولّد نتائج مماثلة لممارسات تنظيم داعش المخيفة؛ لذلك لا يحق لأحد أن يجبر الناس على الاختيار بين عنف داعش وعنف الحشد الشعبي”.

وشدّد الوزير على أن “الأمر ليس مسألة شيعة أو سنّة، وإنما هناك بعض المجموعات التي تعمد بشكل خاص على إظهار تركيا وكأنها تعادي الشيعة. هناك كارثة ستلحق بالمسلمين والإنسانية جمعاء إذا مارست بعض الأطراف الطائفية باسم السنّة والشيعة”.

وحذّر جليك من احتمال هجرة أكثر من مليون شخص في حال تشكلت حالة عدم استقرار في مدينة الموصلالعراقية، وأن هذا الأمر سوف يؤثّر سلبًا على تركيا وأوروبا والنظام العالمي ليتوسع إلى جميع أنحاء العالم.

وأردف قائلًا: “لو أُقيمت منطقة حظر الطيران في سورية كما اقترح الرئيس رجب طيب أردوغان، لما كانت تركيا وأوروبا تواجه التكلفة السياسية والإنسانية لأزمة الهجرة الراهنة؛ لذلك علينا أن نتجنب تكرار الخطأ ذاته في العراق، ونمنع سيطرة الحشد الشعبي والمجموعات الطائفية المشابهة”.

تراجع للتنظيم

ميدانياً، استعادت القوات العراقية وحلفائها، اليوم الأربعاء، خمس قرى جنوب وشرق مدينة الموصل، شمالي البلاد، من سيطرة “تنظيم الدولة”، وفقاً لما قاله مصدر عسكري للأناضول.

وقال العميد في القوات العراقية المشتركة، محمد زهير،إن “الجيش ومنذ ساعات الصباح الأولى خاض معارك عنيفة ضد تنظيم (داعش)، وتمكن من تحرير قريتي أرفيلة والزاوية، التابعتين لناحية القيارة الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوب الموصل”.

وأشار إلى أن فرق “الجهد الهندسي” بدأت بتطهير الطرقات من العبوات الناسفة التي زرعها “داعش”، من أجل مواصلة القوات المسلحة العراقية التقدم باتجاه الموصل.

بدوره، أفاد الضابط في قوات “الرد السريع” بالجيش العراقي، نادر المحاميد، بأن القوات العراقية تمكنت بإسناد من مقاتلي “الحشد الشعبي” (مليشيات ذات غالبية شيعية مساندة للحكومة) من استعادة قرى “الشامي” و”خربة حديد” و”البيضة” شرق الموصل.

وذكر “المحاميد” أن قوات جيشه واجهت “مقاومة محدودة” من مسلحي “تنظيم الدولة”، الذين فروا تجاه الموصل.

وانطلقت، فجر الإثنين الماضي، معركة تحرير الموصل، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بقوات الحشد الشعبي، وقوات حرس نينوى (سنية)، إلى جانب قوات “البيشمركة “(جيش الإقليم الكردي)، وإسناد جوي من جانب مقاتلات التحالف الدولي. 

وبدأت القوات الزحف نحو مدينة الموصل من محاورها الجنوبية والشمالية والشرقية من أجل استعادتها من قبضة تنظيم “تنظيم الدولة”، الذي يسيطر عليها منذ 10 يونيو/حزيران عام 2014. 

يأتي ذلك وسط تحذيرات حقوقية من ارتكاب ميليشيات “الحشد الشعبي” انتهاكات ضد أهالي الموصل؛ حيث سبق أن واجه اتهامات بارتكاب “انتهاكات” ضد أهالي مدن سنية خلال تحريرها من “تنظيم الدولة”، وهي الاتهامات التي يرفضها الحشد. 

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]