جهود أهلية توصل المياه إلى 90% من سكان بلدة سنجار


تمكّنت مجموعة من المهندسين والعمال والفعاليات الاجتماعية في بلدة “سنجار” بريف محافظة إدلب، من ضخ المياه إلى منازل آلاف المدنيين داخل البلدة، معلنين بذلك انتهاء معاناة دامت سنوات دون مياه شرب نظيفه، حيث كان الأهالي هناك يواجهون صعوباتٍ عديدة في الحصول على المياه.

رفع الاكتفاء من 20 إلى 90%

وقال مهند العريان، رئيس “المجلس المحلي لبلدة سنجار”، لـ “صدى الشام”، “تحتوي سنجار على حوالي 11 بئراً محفورًا سابقاً، لكنها كانت غير مُستخدمة، ولم يتم وصلها لتلبية احتياجات الناس من المياه”. وأوضح أن المجلس المحلّي عمل على فكرة استغلال هذه الآبار المحفورة والجاهزة للاستخدام، لإيقاف معاناة الناس في البلدة، حيث كانت تحتوي سنجار على بئر مياه واحد موصول إلى داخل المدينة وفي غالب المياه تكون مياه البئر مقطوعة.

ومن أجل زيادة الاستفادة من البئر تواصل العريان، رئيس المجلس المحلي لبلدة سنجار مع منظمة “بناء” المتخّصصة بأمور التنمية، وطرح عليهم فكرة استغلال الآبار المحفورة حول المدينة، وشرح لهم النقص الكبير في المياه التي تصل إلى بيوت سكان البلدة.

وأشار العريان إلى أن المنظمة قدّمت دعماً لتأهيل ثلاثة آبار، ورفدها بمعظم الأدوات التي تحتاجها، ليرتفع الاكتفاء من المياه داخل البلدة من 20% إلى 90%، أي أن معظم سكّان المدينة ستصل المياه إلى بيوتهم وذلك خلال أيامٍ قليلة، على حد قوله.

وأردف العريان أن منظمة “بناء” للتنمية، كفلت استمرار المشروع والضخ المجّاني، عبر دفع معظم التكاليف وثمن الوقود لمدة ثلاثة أشهر قادمة، وتابع “بعد انتهاء هذه المدّة سيقوم المجلس المحلي في سنجار بتعيين أشخاص يجبون مبالغ مالية بسيطة من سكان البلدة المستفيدين من المياه، لاستمرار تشغيل المولدات وضخ المياه، ويكون المشروع مموّلاً ذاتياً من سكان المدينة”.

معاناة كبيرة

قبل الشروع في عملية تأهيل هذه الآبار الثلاثة، لإيصال المياه إلى السكّان، كان أهالي القرية يعيشون أجواء “حرب” حقيقيةً في رحلة تأمين المياه.

وقال أدهم، وهو أحد مواطني بلدة سنجار في حديثٍ لـ “صدى الشام”: “إن المواطنين كانوا ينقلون المياه إلى منازلهم عبر صهاريجٍ كبيرة، تستهلك الكثير من الوقت والجهد ومبالغ ماليةٍ طائلة”، مضيفاً أن الصهريج الواحد يبلغ ثمنه واصلاً إلى المنزل 3500 ليرة سورية، سعة 24 برميلاً، إضافة إلى أن العملية تحتاج حوالي أربع ساعات يومياً، لكي تحصل على صهريج ممتلئ تفرغ مياهه في خزان المنزل، وهو ما كان يعطّل أعمال الناس بشكلٍ يومي بحثاً عن مياهٍ لمنازلهم.

وعلى المستوى الشخصي كان ينفق أدهم عشرة آلاف ليرة بشكلٍ شهري، مقابل الحصول على المياه لمنزله، لكّنه بعد هذا المشروع سيوفّر دفع الأموال والجهد”، معتبراً أنه من أهم المشاريع التي قُدّمت للبلدة منذ سنوات.

6 مهندسين و 15 عاملاً

المهندس عدنان بناء، المشرف على المشروع، إضافةُ إلى كونه المسؤول من منظمة “بناء” أوضح لـ “صدى الشام” أن ستة مهندسين أشرفوا على المشروع، بينهم مهندس كهرباء وآخر معماري ومدني وميكانيكي، إضافةً إلى نحو 15 عاملاً.

وأضاف بنّاء “غطينا الجزء الشمالي من المدينة من خلال البئر الشمالي، فيما غطينا الجزء الجنوبي من خلال البئر الجنوبي، فتجاوز اكتفاء البلدة من المياه حاجز 90%”، مشيراً أن كل بئر يعمل على مولّدة ضخمة جداً، وكل مولدة تحتاج 30 ليتراً من المازوت في الساعة الواحدة، وسيتم تشغيلهما بمعدل ما بين 10 – 15 ساعة يومياً لتأمين الكمية الكافية من المياه.

وأردف بناء “قمنا بتجهيز الآبار من الصفر، ووضعنا غاطسات ضخمة وأنابيب، ومددنا كابلات كهربائية مناسبة، ووضعنا المولدات في غرفٍ آمنة وخاصة بذلك”.

ومنذ اندلاع الثورة في سوريا، تراجعت كفاءة منظومات مياه الشرب، وانعدمت المياه المأمونة إلى حد كبير، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض في مختلف المناطق، وتزامن هذا مع استمرار قوات النظام استهداف محطات ضخ المياه الواقعة تحت سيطرة المعارضة للحد من الاستفادة منها.

إضاءات:

منظمة “بناء” للتنمية، كفلت استمرار المشروع والضخ المجّاني، عبر دفع معظم التكاليف وثمن الوقود لمدة ثلاثة أشهر قادمة.

قبل الشروع في عملية تأهيل هذه الآبار الثلاثة، لإيصال المياه إلى السكّان، كان أهالي القرية يعيشون أجواء “حرب” حقيقيةً في رحلة تأمين المياه

تحتوي سنجار على حوالي 11 بئراً محفورًأ سابقاً، لكنها كانت غير مُستخدمة، ولم يتم وصلها لتلبية احتياجات الناس من المياه



صدى الشام