صاروخٌ موجّهٌ يقتل 6 مدنيين في خان الشيح بريف دمشق


khanalsheeh2354234

وليد الأشقر: المصدر

قضى ستة مدنيين بينهم أربعة من اللاجئين الفلسطينيين، أمس الثلاثاء 18 تشرين الأول/أكتوبر، إثر استهداف قوات النظام سيارتهم بصاروخ موجه، خلال محاولتهم الخروج من مخيم خان الشيح المحاصر بريف دمشق الغربي.

وأفاد ناشطو شبكة “خان الشيح الإخبارية” بأن أربعة لاجئين فلسطينيين ومدنيان آخران سوريان، قتلوا أمس جراء استهداف قوات النظام سيارتهم بصاروخ موجّه أثناء محاولتهم الخروج من المخيم عبر طريق زاكية، بسبب الحصار التام الذي تفرضه عليهم قوات النظام مدعومة بروسيا.

ونقل المصدر عن أحد المسعفين من أبناء المخيم تفاصيل جريمة أمس، فقال: “في الساعة العاشرة من مساء أمس انطلقت سيارة نوع (فان) تقل عدداً من أبناء المخيم المدنيين وهم ستة أشخاص، امرأتان وشابة وطفلة، بالإضافة لثلاثة شبان من المخيم”.

وأردف: “وعند الساعة العاشرة و3 دقائق تقريباً استهدفت قوات النظام بصاروخ حراري السيارة، وصل إلينا الخبر فانطلقنا بسرعة لنسعف الإخوة والأخوات المصابين، وفي الطريق اعترضنا عدد من الشبان وأخبرونا عن صعوبة الموقف وخطورة الوضع بسبب استهداف قوات النظام لكل شيء يتحرك أو يحاول أن يصل للشهداء، وهنا اتخذت القرار بالمحاولة بالوصول إلى الفان الذي بداً يحترق، رغم كل المخاطر”.

وأضاف الشاب الذي أسعف الضحايا: “توجهت بمفردي سيراً على الأقدام في طريق وعر وصعب جدا، حيث مشيت لمسافة 2 كيلومتر، وكنت أضع الشهادة بين عينيّ بسبب القصف المتواصل واستهداف المنطقة بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات النظام، وعند وصولي إلى مكان استهداف السيارة كان هناك 3 من شبان المخيم يحاولون الوصول للسيارة، ورأيت السيارة تحترق وأنا في هول مما أرى، قررت الزحف لمسافة 400 متر حيث السيارة، وكانت قوات النظام على بعد 200 متر حيث تتمركز دبابة بالقرب من قاعدة الصواريخ، وهنا قررت التقدم وكان أبناء المخيم الثلاثة خلفي، حيث قررنا أن أتقدم أنا وفي حال تعرضت لأي إصابة يقومون بسحبي، وعند وصولي للسيارة وأنا أزحف على الأرض لمسافة 400 متر، لم أستطع أن ارفع رأسي، حيث كانت الدبابة تقصف أي شيء يتحرك، فتمزقت أربطة يدي اليسرى، وأنا أزحف ارتطم وجهي بقطع اللحم المتناثرة على الأرض، وكانت هناك علبة حليب أطفال”.

“وأثناء الاستمرار بالزحف وجدت الطفلة إباء النادر، وهي ملقية بالقرب من السيارة، هنا بدأ الموقف يزداد سوءاً والدموع تملأ عينيّ” ويبكي الشاب وهو يروي القصة متابعاً “حاولت أن أسحب الطفلة إباء لكن لم أستطع أن أسحبها سوى لبضعة أمتار، بسبب الألم في يدي اليسرى، فوضعتها بعيداً عن السيارة وقد فارقت الحياة، وهنا شاهدت ما تهول له الأبصار، إنه أحد أبناء المخيم يحترق أمامي بشكل كامل، حاولت الاقتراب لأخمد اللهيب في جسده الطاهر، لكن كان قناص النظام ورشاشاته تستهدف أي حركة، حاولت أن أبحث عن شيء لأخمد النار المشتعلة في جسده لكن لم أجد شيئا، فلم أجد سوى حفنات من التراب لأطفئ النار المشتعلة بجسد الشهيد كمال حسين”.

وأضاف: “التفت إلى جانبي فإذا بأحد أصدقائي من خلفي وقد جلب حمالة وضعنا عليها جثة الشهيد كمال المتفحمة وسحبنا جثة الطفلة إباء باتجاه الجسر ودموعنا تنهمر على من تبقى داخل السيارة الذين تناثرت قطع لحمهم على الطريق، وهنا حاولت الدبابة أن تقتلنا ولكن إرادة الله أن ننجو، وهنا وضعنا الجثث التي استطعنا أن نسحبها وبقيت جثث أخرى تناثرت أشلاؤها في السيارة”.





المصدر