عزوف مشايخ السويداء عن التدخل لتحرير مختطفة من “داعش”


سارة عبد الحي

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مُصوّرًا للسيدة اعتدال عيد، ابنة محافظة السويداء، المختطفة من “تنظيم الدولة الإسلامية” منذ سبعة أشهر، ناشدت فيه أهلها ومشيخة عقل الطائفة الدرزية أن تعمل على إطلاق سراحها، وقالت: إن هذه هي المرة الأخيرة التي تُرسل فيها خبرًا عنها، محملة إياهم مسؤولية التخلي عنها.

وحول قضيتها، قال نجيب أبو فخر، عضو اللجنة الوطنية للسلم الأهلي وتحرير الرهائن والمختطفين، لـ (جيرون): “بعد عدة مراحل من التفاوض مع تنظيم الدولة، توصلنا إلى اتفاق لم يكن الأخير، وهو تسليم المختطفة عيد مقابل فتاتين معتقلتين من غوطة دمشق، هما (ز. س.) و(خ. س.)، لكن هذا الاتفاق فشل بفشل الأشخاص المُكلفين، بصفتهم الوجاهية والدينية بالضغط على النظام، أو التفاهم معه لإطلاق سراح المعتقلتين”.

وأضاف “نواجه مُهلة نهائية بعد الفيديو الأخير الذي أرسلته المختطفة، وهذه المهلة مدتها عشرة أيام، وحاولنا خلالها إقناع الخاطفين باستبدال طلبهم، لكنهم حتى الساعة لم يوافونا بطلبات مختلفة”.

وأكد أبو فخر “لم تتدخل مشيخة العقل في قضية تحرير المختطفة، ولم نتلق منهم أي مساعدة، بل على العكس، أصدروا بيانًا يُحذّرون فيه الناس من الانجرار وراء دعواتنا، كلجنة وطنية للسلم الأهلي، للاعتصام بهدف الضغط على النظام لإنجاز التبادل، متذرعين بأننا نسعى للفتنة، كوننا مقيمين خارج سورية، لكنهم  قاموا بسحب البيان؛ نتيجة تدخّل بعض الأخوة من الداخل، ممن يعرف أن دخولنا على خط معالجة قضايا الخطف ليس طارئًا، وإنما هو جزء من عملنا اﻷساس، حيث تمكنا من تحرير عدد من المختطفين دون أي مقابل، ودون أن يخسر أهلهم قرشًا واحدًا”.

واستنكر أبو فخر ما وصفه بـ “ازدواجية المعايير الأخلاقية في التعامل مع قضية خطف النساء لدى مشايخ العقل، وقال: “عندما قامت (داعش) بخطف أسرة بينهم امرأة وبناتها من قرية غيضة حمايل في السويداء، لم يعترض أي من المشايخ الأجلّاء على الفزعات والمظاهرات؛ ﻷجل المطالبة بتحرير النساء، بينما في حالة عيد، وكون النظام هو البادئ باعتقال الصبيتين من أهالي الغوطة، والحل عنده، وقفت مشيخة العقل ضد أي مطالبة علنية بالمخطوفة، ورفضوا أي نوع من الضغط الشعبي ﻷجل تحريرها.

وتابع: “على الرغم من كل هذه العقبات، استطاع زملاء لنا في اللجنة الوطنية للمحافظة على السلم اﻷهلي وتحرير المختطفين والرهائن، التواصل مع أعضاء ما يسمى بلجان المصالحة الوطنية في ريف دمشق، والذين سبق وقاموا بتحرير عائلة كاملة من الطائفة الإسماعيلية من اﻷشخاص أنفسهم الذين  اختطفوا اعتدال عيد، ولا يزال الجهد قائمًا، لعلنا نصل إلى حل سريع قبل أن يتم تصفية السيدة عيد، أو تغيير نسبها؛ لأن الخاطفين يركزون على فكرة أن أهلها تخلو عنها، واللجنة ترفض التعامل مع ملف اعتدال عيد من منطلق طائفي، بل من منظور أنها ضحية اختطاف ومساومة”.

وختم قائلًا: “حين نعلم أن عدد المختطفين والرهائن في سورية قد تجاوز -حتى بداية هذا الشهر- السبعين ألف مختطف، يمكن حينها تخيّل حجم الكارثة التي ابتليت بها سورية، وحجم الضغط العملي اللازم لتحرير كل هؤلاء”.




المصدر