وقفة مع طاهر البكري


تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقّيه.

ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
– وضع العالم العربي والإسلامي وهمجية الإرهاب في العالم. حفنة من الدّمويين يُلحقون بالإنسانية أغبر عصور الظلمات ويبعثون الموت والدمار، منتحرين بين ذويهم وغيرهم تعلّةً للوصول إلى الجنّة والآخرة.

ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
– صدر لي، مؤخّراً، كتابان بالفرنسية؛ الأوّل، ديوان شعر بعنوان “شجرة توت حزينة في الربيع العربي” عن “دار المنار” في باريس، والثاني دفاتر نثرية تحت عنوان “كتاب الذكرى” عن “دار إليزاد” في تونس. قد يكون كتابي القادم مجموعة نصوص سردية أو مقالات أدبية ومداخلات وكتابات نظرية مختارة من عصارة السنوات الأخيرة.

هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

– صاحب الليل لا ينام، والغرور ليس من طبعي والرضى أو عدم الرضى أتركهما لأصحاب النقد والعارفين بالأدب والمتخصّصين بشؤون الكتابة. قد أكون مرتاحاً إلى حين صدور الكتاب وأتغلّب على كلّ المصاعب والهموم التي تعترضه قبل صدوره.

لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
– عدم الإطالة في التفكير في قضية الالتزام وإزالة العراقيل والحواجز أمام اختيار اللغة التي بها أكتب، وكذلك تجاوز مسألة النثر والشعر. كلّ هذه المسائل مجتمعة تضيّع على الكاتب وقته رغم أهميتها، وتمنع آنيّة المساءلة والغوص في بحر الكتابة.

ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
– العدل للشعب الفلسطيني، وهو آخر شعب محتلّ في العالم. التخلّص من الدين السّياسي بشتّى أنواعه واتجاهاته. التقليص من غطرسة العولمة وهيمنة رأس المال.

شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
– الجاحظ لهزله وجدّه وسعة معرفته وسخريته ونوادره وجرأته وجمال نثره.

صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
– شعر سان جون بيرس وترجمته من طرف المغربي مصطفى القصري في كتاب “الفلك ضيّقة”.

ماذا تقرأ الآن؟
– “التحوّلات أو الحمار الذهبي” للكاتب اللاتيني القرطاجنّي، أبولي Apulée (القرن الثاني الميلادي) هو في “المسخ والتحوّل”. كتاب فلسفي في سيرة تكاد تكون ذاتية. تروي سفراً إلى اليونان تحوّل فيه الراوي إلى حمار نتيجة حبّه للاطلاع. كتابة مذهلة في حداثتها وتعيدني إلى التفكير في كتاب “المسخ” لـ كافكا و”كتاب التحوّلات” لـ أوفيد. عملية التناصّ بالنسبة إليّ هي من المسائل الكبرى في عملية الكتابة، وهي كما كان يشير بورخيس كـ “كتاب الرمل”، لا حصر لها.

ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
– أعيد سماع “كونسيرتو كولونيا” لكايْت جارّتْ، وكنتُ التقيت بهذا الفنّان في “مهرجان طبرقة” في تونس سنة 1974.

بطاقة: شاعر وأكاديمي تونسي وُلد في واحة قابس سنة 1951، استقرّ في باريس سنة 1976 بعد خروجه من السجن. يكتب بالفرنسية والعربية. نشر ثلاثين مؤلّفاً بين شعر وأبحاث جامعية وكتب فنية، وتُرجمت دواوينه إلى عدّة لغات. آخر إصداراته: “شجرة توت حزينة في الربيع العربي”، (المنار/ باريس، 2016 )، و”كتاب الذكرى” (إليزاد/ تونس، 2016 )، و”حنين الورود البرية” (المنار، 2014).



صدى الشام