"آكي": مصادر تنفي انتقال مقاتلي تنظيم الدولة من الموصل إلى الرقة


نفت مصادر في المعارضة السورية المسلحة الأنباء التي تشير إلى وصول مئات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مدينة الرقة، وقللت من أهمية الأعداد التي دخلت البلاد.

وقال العقيد إياد بركات، من الجيش الحر، لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء: "لا صحة لوصول جحافل من تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل العراقية إلى الرقة السورية، والأمر فيه مبالغة كبيرة".

وأضاف: "نعتقد أنه ضمن استراتيجية يرسمها كل طرف من أطراف النزاع حول سورية، ووفق معلوماتنا، فقد وصل مقاتلون من التنظيم إلى الرقة، لكنهم ليسوا قادمين من الموصل وإنما من القرى والبلدات التي تحيط بالرقة، والتي تهاجمها قوات (درع الفرات) آخرها دابق"، حيث "دحرتهم هناك ففروا إلى الرقة، وهؤلاء يجدون مستقراً مؤقتاً لهم في المدينة، فيما يحاول بعضهم متابعة طريقة إلى خارج سورية ويجد صعوبات".

وأضاف أن "من دخل إلى سورية من التنظيم الإرهابي هم بضع عشرات، استقروا في دير الزور، وليس بمقدورهم الوصول إلى الرقة بأي وسيلة"، فـ"المناطق التي تفصلهم عنها تتواجد فيها قوات كردية وأخرى للجيش الحر وكذلك قوات للنظام، وهي مناطق مكشوفة يمكن فيها أن يُستهدفوا بكل بساطة بالطيران، سواء من قبل التحالف أو ذلك الروسي إن أرادوا استهدافهم".

وكانت مصادر متعددة، غالبيتها قريبة من موسكو ونظام الأسد في سورية قالت إن مئات المقاتلين من "تنظيم الدولة" فروا من مدينة الموصل العراقية نحو مدينة الرقة السورية، التي تعتبر عاصمة التنظيم في البلاد.

وأشارت إلى أن مئات المركبات والآليات عبرت المنطقة الممتدة من الموصل إلى الرقة مُحمّلة بمقاتلين وأسلحة، لكن هذه القوافل لم تتعرض لقصف خلال رحلتها، على الرغم من أن المنطقة في غالبيتها شبه صحراوية ومكشوفة.

وفي سياق متّصل، قالت مصادر في الإدارة المحلية لمدينة التل في ريف دمشق، لوكالة "آكي" إن "النظام السوري أوصل رسائل لسكان المدينة بضرورة إخراج المقاتلين الذين يسيطرون عليها إلى مدينة الرقة مقابل فك الحصار عنها وعدم قصفها أو اقتحامها".

و"اعتبر البعض أن هذا الطلب يندرج ضمن سياسة التهجير أو التغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام السوري في محيط العاصمة، كما حدث في مضايا والزبداني وداريا والمعضمية وغيرها"، فيما "حذّر آخرون من أن النظام ينوي إرسالهم للرقة ليقضي عليهم بحجة أنهم من "تنظيم الدولة" وأنهم هم من طلب الخروج نحو المدينة.

وأشارت المصادر إلى أن طيران النظام ألقى قبل أيام قصاصات ورقية تُطالب بخروج المقاتلين من التل وترحيلهم إلى الرقة كشرط لوقف القصف والحصار، ورفض المقاتلون رفضاً قاطعاً مغادرة المدينة، ورفضوا بشدة أي تفكير بالانتقال إلى الرقة، وأرسلوا رداً غير مباشر للنظام بهذا المعنى، ومن بينهم "فرقة القصاص"، "جماعة الغرباء"، "لواء شهداء التل"، "لواء شهداء الشام" وغيرها.

ويعيش في التل، التي تشهد حصاراً من قوات النظام منذ نحو سنة ونصف، نحو 1.5 مليون نسمة، أكثر من نصفهم من النازحين من مناطق الحرب.

إلى ذلك أكّد بركات، أن جنوب سورية شبه خالٍ من "تنظيم الدولة"، على عكس ما تُحاول بعض وسائل الإعلام الإيحاء به.

وقال: "كل فصائل المعارضة المسلحة في جنوب سورية، ترفض رفضاً قاطعاً اقتراب التنظيم من المنطقة، وتتربص لهم بشكل حاسم، وقم تم إعدام عدد ممن بايعوا التنظيم، حتى لو بشكل سرّي، وإن لم يكن لهم نشاط عسكري".

وأضاف "بالطبع هناك المئات ممن بايعوا التنظيم سراً، لا يعرف بهم مقاتلو المعارضة، لكن لن يُسمح لهم بأي تحرك مهما كان صغيراً، وعقوبة الإعدام هي الوحيدة التي تنتظرهم، بسبب تشدد المقاتلين في تلك المنطقة تجاه تنظيم الدولة".




المصدر