اختراقات أمنية متبادلة بين كتائب الثوار وخلايا (داعش) في درعا
21 أكتوبر، 2016
إياس العمر: المصدر
منذ أن بدأ المعارك بين تشكيلات الثوار في ريف درعا الغربي والمجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش”، كان للعمل الأمني دور كبير في المعارك بين الطرفين، فتشكيلات الثوار اخترقت الخلايا التابعة للتنظيم أكثر من مرة، كما أن خلايا التنظيم اعتمدت بشكل رئيس على عمليات الخطف والاغتيال للشخصيات البارزة في الجيش الحر، بالإضافة لعدد من قادة المجتمع المدني والناشطين.
عمليات تشكيلات الثوار
خلال الأسبوع الجاري حققت تشكيلات الثوار اختراقاً أمنياً كبيراً في أوساط المجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش”، حيث ألقت القبض على أحد أبرز قادة خلايا التنظيم، بالإضافة لإخراج معتقلين من أحد سجون جيش خالد بن الوليد في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، واستهداف سيارة قائد جيش خالد.
وقال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر” إن أبز العمليات الأمنية التي استهدفت المجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش” كانت استهداف اجتماع لقادة المجموعات المحسوبة على التنظيم منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، والذي أسفر عن مقتل مؤسس وزعيم لواء شهداء اليرموك “أبو علي البريدي” الملقب بـ (الخال)، وكشفت تلك العملية العلاقة بين لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى، فقبل العملية كانت حركة المثنى تعلن أنها ليست على صلة بالمجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش”، ولكن نتيجة الانفجار قتل القائد العسكري لحركة المثنى “أحمد أبو خروب”، والذي كان يحضر اجتماع قادة لواء شهداء اليرموك، مما أدى لكشف ارتباط حركة المثنى بلواء شهداء اليرموك.
وأضاف بأن إخراج عدد من المعتقلين من أحد سجون التنظيم منتصف شهر كانون الثاني/يناير كان من أهم العمليات التي قامت بها تشكيلات الثوار، حيث كشف سجن يتبع لحركة المثنى تحتجز به عدد من قادة تشكيلات الجيش الحر من جيش العشائر وألوية سيف الشام بالإضافة لرئيس مجلس محافظة درعا الحرة السابق يعقوب العمار، مشيراً إلى أن اكتشاف السجن في ريف درعا الشرقي كان السبب المباشر لقتال تشكيلات الجيش الحر لحركة المثنى وإخراجها من ريف درعا الشرقي فيما بعد.
وبدوره، قال مراسل الهيئة السورية للإعلام محمد الحريري لـ “المصدر” إن تمكن تشكيلات الثوار في ريف درعا الغربي من معرفة هوية قاتل رئيس المجلس المحلي لمدينة انخل بشار الدوخي وأربعة من مرافقيه منتصف شهر آذار/مارس الماضي، كان السبب المباشر لقتال جماعة أنصار الأقصى والسيطرة على مقراتهم في مدينة انخل.
وأشار إلى أن الجماعة التي قتل قائدها “مالك الفيصل” كانت على صلة بتنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن اغتيال رئيس المجلس المحلي في مدينة انخل شكل نقطة تحول، حيث بدأت تشكيلات الثوار باستئصال المجموعات المتهمة بالارتباط بتنظيم “داعش” في ريف درعا الغربي.
وأبرز العمليات الأمنية التي قامت بها تشكيلات الجيش الحر كانت منع حدوث مجزرة في أحد مساجد بلدة نصيب شرق درعا، عندما حاول انتحاري تفجير نفسه أثناء صلاة التراويح مستهدفاً قائد جيش اليرموك “سليمان الشريف”، منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، وتم كشف كامل الخلية التي كانت تعمل لصالح حركة المثنى، بحسب الحريري.
وأضاف الحريري بأن تشكيلات الثوار ألقت القبض على أربعة خلايا تعمل لصالح تنظيم “داعش” في كل من مدن (جاسم – أنخل – نوى)، في منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، وكانت تشكيلات الثوار تتهم هذه الخلايا بالقيام بعدد من عمليات الخطف والاغتيال.
وأحد أهم الاختراقات التي قامت بها تشكيلات الثوار، بحسب الحريري، تمثل بتفجير سيارة أحد أهم القادة العسكريين لجيش خالد بن الوليد، وهو المدعو “قحطان أبو عبيدة” القائد السابق للواء شهداء اليرموك، وذلك منتصف شهر آب/أغسطس الماضي، أصيب “أبو عبيدة” إثر ذلك بجروح خطيرة.
وأردف بأن عمليات الثوار خلال الأيام الماضية شهدت نقلة نوعية، تمثلت بإلقاء القبض على المدعو “محمد الحلقي” الملقب بـ (أبو عائشة)، مطلع الأسبوع الجاري، وهو أبرز قادة خلايا تنظيم “داعش” التي تقف خلف عمليات الاغتيال والتفجيرات في درعا، كما فجر الثوار سيارة قائد جيش خالد بن الوليد المدعو (أبو هاشم الإدلبي) في حوض اليرموك، بالإضافة إلى تحرير عدد من المعتقلين من أحد سجون جيش خالد.
اختراقات المجموعات المتهمة بالارتباط بتنظيم “داعش”
وفي المقابل نجحت خلايا تنظيم “داعش” باختراق تشكيلات الثوار وتنفيذ عشرات العمليات كان من أبرزها اغتيال رئيس محكمة دار العدل في حوران السابق، واغتيال وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة.
وقال الناشط أحمد المصري لـ “المصدر” إن عمليات خلايا التنظيم استهدفت قطاع القضاء في المناطق المحررة، كونه بات يشكل خطراً على عمل خلايا التنظيم عقب توحيد المحاكم في المناطق المحررة، لذلك أقدمت خلايا التنظيم على اغتيال نائب رئيس محكمة دار العدل بشار الكامل منتصف شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي في ريف درعا الشرقي، وبعدها اغتيال رئيس المحكمة الشيخ أسامة اليتيم أواخر شهر كانون الأول/سبتمبر من العام الماضي على الطريق الرابط بين ريفي درعا الشرقي والغربي، على أيدي حركة المثنى.
وأضاف بأن خلايا التنظيم اخترقت تشكيلات الثوار في 2 آذار/مارس الماضي، حينما فجرت سيارة مفخخة في اجتماع كان يضم مجموعة من قادة جبهة ثوار سوريا، وأسفر حينها عن مقتل 22 شخصاً من بينهم قائد جبهة ثوار سوريا النقيب أبو حمزة النعيمي، وفي 2 تموز/يوليو، فجر انتحاري نفسه في اجتماع لقادة الجيش الحر في مدينة انخل، مما أسفر عن مقتل القيادي في ألوية مجاهدي حوران أبو منها الجحلي، وستة آخرين من قياديي الجيش الحر.
وأكد المصري أن تفجير المخفر الثوري في مدينة انخل في 22 أيلول/سبتمبر الماضي كان من أبرز الاختراقات الأمنية لخلايا تنظيم “داعش”، حيث فجر انتحاري يتبع لتنظيم “داعش” نفسه في اجتماع لقادة ثوريين ومجموعة من قادة الحراك الثوري في محافظة درعا، مما أسفر عن مقتل وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة يعقوب العمار، ونائب وزير الخدمات المهندس جمال العمارين، ووصلت حصيلة ضحايا التفجير إلى 15 قتيلاً وأكثر من 30 مصاباً من ضمنهم رئيس محكمة دار العدل الشيخ عصمت العبسي.
ويذكر أن ضحايا العمليات الانتحارية وعمليات الاغتيال تجاوز 250 شخصاً منذ منتصف العام الماضي، وعدد ضحايا المعارك في ريف درعا الغربي تجاوز 850 شخصا من الطرفين.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]