on
دوما .. آخر القلاع التي ستسقطها لحى الشرعيين
ناصر علي – ميكروسيريا
“النظام” يسير بخطوات ثابتة نحو إفراغ محيط دمشق من أهلها في عملية إيرانية لتغيير ديموغرافيتها، وبإشراف ورعاية روسية، وانتهى بالأمس من مدينتين شكلتا هاجساً لقصر المهاجرين على مدار الخمس سنوات من عمر الثورة، وأنهكتا قوته وجبروته، بالأمس كانت المعضمية وقبلها داريا عصا الثورة الغليظة التي كسرها التخاذل.
مرة جديدة يفتح النظام ملفاً من ملفات ذعره في ريف دمشق، ودوما القلعة الكبيرة والخزان العسكري في الغوطة الشرقية والتي شكلت جيش الإسلام الذي استطاع لفترة طويلة الوقوف على أعتاب دمشق مهدداً باقتحامها، واستطاعت قذائف الهاون وحدها إفراغ العاصمة لأيام مرت عصيبة على النظام ومؤيديه، ولكنها مع إيقاف المعارك والتراجع الأخير ألبت مواطني العاصمة المتعاطفين إذ أنها لم تعد تطال سواهم.
شكل مقتل الشيخ زهران علوش نقطة التحول في أداء الفصيلين الكبيرين في الغوطة، جيش الاسلام وفيلق الرحمن، وانتقل الصراع بينهما من مرحلة الاعتقالات المتبادلة إلى السيطرة على مواقع تعود للطرفين، وتفاعل قضية اختفاء رزان زيتونة وزملائها سميرة خليل، ناظم حمادي وزوجها وائل حمادة…ومشهد عرض الأسرى بالأقفاص في شوارع دوما، أدى كل هذا الخلط الذي قاده الشرعيون إلى اختطاف صورة الجيش القوي المدرب من مشهد الحرب النبيلة التي نادى بها ثوار الغوطة في أنهم يواجهون نظاماً بلا أخلاق.
الخطر ألأكبر الذي أدى إلى التراجع على جبهات المرج وسقوطها بالتتالي وصولاً إلى اقتراب جيش النظام إلى 2 كيلو متر من مدينة دوما قلب الغوطة واختراقه لدفاعات جيش الإسلام في الريحان…الخطر جاء من خلافات القادة الشرعيين، والاتهامات المتبادلة مع فيلق الرحمن في أنه انسحب من بعض الجبهات التي سمحت بخروقات النظام، وحينها خرجت الدبابات من أماكنها ليتواجه أخوة السلاح والثورة مما أدى إلى مقتل المئات من أبناء الغوطة إرضاء لفتاوى الذقون.
آخر ما حرر هو اللقاء الذي ضم ممثلين عن الأسد وممثلين عن مدينة دوما، والغاية التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار وتوقيع هدنة ستقود حتماً إلى التهجير وتسليم السلاح، والباصات الخضر التي ستحمل المقاتلين إلى ثقب الثورة الأسود (ادلب) التي يُعد لها ما يُعد.
التسريبات تحدثت عن لقاء جمع 4 ممثلين من النظام السوري و7 أشخاص ممثلين عن مدينة دوما, ومن بينهم خليل عيبور ( رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما ) و أبو عبد الرحمن ( رئيس الأمناء ومجلس الأهالي مدينة دوما )…وبعد خمس ساعات من المباحثات توصلوا إلى :
1-إيقاف إطلاق النار بين الطرفين
2-إخراج كامل المعتقلين بين الطرفين
3-إعادة المهجرين المتواجدين في الداخل السوري إلى مدينة دوما ( كل من يحمل قيد مدينة دوما )
4-فتح المدارس الحكومية وإعادة تأهيل كل من مشفى دوما الحكومي وبلدية دوما
5-تفعيل جميع الكازيات والأفران في مدينة دوما وفتح طريق المخيم بشكل نظامي
على أن يتم إعلان الاتفاق خلال الأيام القادمة، وإن تحققت تلك التسريبات فإن النظام يكون قد أخرج ريف دمشق من الصراع، وأمنّ عاصمته نهائياً، وما بقي لديه في محيطها بؤر صغيرة ليست بحاجة إلى هدن، ويمكن السيطرة عليها بقوة السلاح وحتى بالحصار.
الأسابيع الأخيرة شهدت مظاهرات في كامل قرى الغوطة وقلبها دوما تدعو إلى توحيد السلاح والفصائل، والهجوم على العاصمة ومساندة المدن التي يحاصرها النظام، وهتف الناس بإسقاط الشرعيين وخلافاتهم، وأنهم يقودون الغوطة إلى مصير مشابه لداريا والمعضمية، والخشية من مصير مشابه لقدسيا التي أجبر أهلها على الخروج بمسيرة هتفت للقائد الأسد للأبد.