عن شائعة قطع الإنترنت في سورية


ضجّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالسوريين، بخبر تناقلوه عن الشركة السورية للاتصالات، مفاده انقطاع خدمة الإنترنت عن سورية بأكملها لمدة تصل إلى عشرة أيام، تمتد من 19إلى 28 من الشهر الحالي، معللةً سبب ذلك ببعض الأعطال المفاجئة التي تتعرض لها الكوابل الدولية المغذية في عمق البحر.
وبعد انتشار الخبر، اجتاحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، فعبر السوريون الموجودون بالداخل عن استيائهم من تعطيل الدولة لمصالحهم وحياتهم الاجتماعية، التي اقتصرت في الآونة الأخيرة على التفاعل مع ذويهم في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فسارع مدير التسويق في الشركة السورية للاتصالات إلى تعديل الخبر، حيث قال بأن شبكة الإنترنت ستعاني من البطء الشديد في الأيام العشرة القادمة، ولكنها لن تتوقف. كما أكد بأن الأمر لا يتعلق بسورية وحسب، وإنما يشمل العديد من الدول المجاورة.
إن إشاعة هذه النوع من الأخبار، ومن قبل الجهات الرسمية السورية، ليس بالأمر الجديد، فمن حين لآخر، تنشر صفحات الوزارات السورية أخباراً تضر بمصالح الشعب السوري، وتعود بعدها لتنفي الخبر، فتتلاعب بالسوريين الذين يعيشون حالةً من الخوف والقلق في الداخل، إزاء إشاعاتهم، وخصوصاً أن بعض الإشاعات تتحول إلى واقع حتى بعد نفيها من الجهات الرسمية.
ويعتبر استخدام الإنترنت في سورية نوعاً من أنواع الرفاهية، مقتصراً على بعض المدن التي تعيش حالة نسبية من الاستقرار، وتعاني جميع المحافظات في سورية من بطء شديد في شبكة الإنترنت. وانقطاع الإنترنت في سورية ليس بالأمر الجديد أيضاً، ففي أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر عام 2012، اختفت سورية من الشبكة العالمية للإنترنت لعدة أيام، وفي عام 2013، وبتاريخ 7 مايو تحديداً، شهدت سورية انقطاعاً كاملاً للإنترنت والكهرباء وشبكات الاتصال الخلوي، ولم تبرر حينها وزارة الاتصالات السورية ذلك الانقطاع. وأما مناطق النزاع الحامية مثل إدلب، دير الزور وحلب، فهي تعاني بشكل دائم من غياب شبكة الإنترنت.
وزادت الأخبار المتضاربة التي أطلقتها الاتصالات السورية من حدة القلق التي يعاني منها السوريون في الداخل وذويهم في الخارج، لأنه في كل المرات السابقة التي انقطعت فيها الاتصالات، كانت ترتكب مذابح جديدة، حيث جرت العادة بأن يستبق النظام مجازره الكبرى بمحاولة عزل دمشق عن العالم وقطع وسائل الاتصال. فنظام الأسد يبدو في الكثير من الأحيان يعيش حالة حنين لسورية التي كانت في عهد حافظ الأسد، الذي تمكن في طيلة فترة ولايته من إبقاء سورية في حالة عزلة تامة عن العالم، واستطاع التعتيم عن مجازره التي قام بها في الثمانينيات، وهذا الحنين إلى العزلة يبدو واضحاً من الاحترام الكبير الذي يبديه الإعلام السوري لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون مثلاً.



صدى الشام