متطوعون سيخ جاؤوا لمساعدة اللاجئين السوريين ، فظنهم اللاجؤون أنهم من داعش


العنوان الأصلي :

مجموعة من السّيخ يعملون على توفير الغذاء للاجئين السوريين الإيزيديين، نُسِبوا إلى داعش عن طريق الخطأ

تُعد وجبة “langar” جزءاً لا يتجزأ من عقيدة السّيخ؛ وهي أن يقوم كل معبد للسّيخ بتأمين الطعام للناس من جميع الأديان.
عقب تدفق الأنباء عن جرائم داعش المروّعة في العراق وسوريا العام الماضي، سافر “رافيندر سينغ”، مؤسس منظمة “Khalsa” للمساعدات، وهي مجموعة خيرية مقرها في المملكة المتحدة تأسست على مبادئ السّيخ، سافر رافندير إلى المنطقة ليبحث عن طريقة لمساعدة الناس.
ذهب سينغ إلى أربيل في العراق كما ذهب إلى منطقة قريبة من محافظة دهوك قرب الحدود السورية في شهر أغسطس/ آب الماضي، حيث أنشأ فرعاً لمنظمة “Khalsa” وأسماه جمعية “Langar”. وأصبح من خلالها يقدم المساعدة في تأمين الطعام لأولئك الفارين من جرائم تنظيم داعش الوحشية ليعيشوا في مخيمات اللجوء.
وعمد إلى تسمية الجمعية بهذا الاسم “Langar”، ذلك أنها جزء رئيس في عقيدة السّيخ وتعني أنه يجب على كل معبد للسّيخ أن يقدم الطعام للناس من الأديان كافة.

لكن أن تكون عامل إغاثة سيخي لم يكن أمراً سهلاً بالنسبة لسينغ وفريقه، إذ كانوا غالباً ينْسَبون إلى مسلحي داعش بسبب عماماتهم وإطلاقهم للحاهم.
وأخبر سينغ صحيفة ” IBTimes ” الهندية بالتالي: “لقد اعتقدوا أنني عضواً من تنظيم داعش أو أنني عربي، لا سيما اللاجئين. كان يجب علينا أن نتوخى المزيد من الحذر وأن نطمئن الناس من حولنا أننا لسنا هنا إلا لتقديم المساعدة”.
وأضاف: “قدمنا الطعام والمساعدة للكثير من المسيحيين الآشوريين في أربيل بالإضافة إلى الإيزيديين في المناطق الكردية قرب الحدود السورية. تعرضت كل من هاتين المجموعتين للاضطهاد من داعش.”.
وفي حديثه عن تلك المجموعات قال سينغ: “كانوا يعرضون لنا صوراً لفتيات اختُطِفن من قبل تنظيم الدولة وصوراً لأفراد من عائلاتهم تعرضوا للقتل. سمعنا قصصاً مؤثرة تحكي معاناتهم وأشعر أن العالم بأسره قد خذل الإيزيديين، على وجه الخصوص، أولئك الذين ينتمون إلى واحد من أقدم الأديان”.
وقدمت جمعية “Langar” الغذاء والمعدات للعمال المحليين وكانت تعد الطعام في أبنية تطوَّع بتقديمها مسؤولون أكراد محليون.

وعلق سينغ على ذلك بقوله: “لا بد لي من الإشادة بالأكراد لبذلهم أقصى ما في وسعهم للعناية بالعديد من اللاجئين وتأمين الطاقة الكهربائية لهذه المخيمات. هذا فضلاً عن أن المخبز القريب من الحدود السورية يخدم ما يصل إلى 14.000 شخص”.
ويدرك سينغ وفريقه بوجودهم قريباً من الحدود السورية أن تنظيم داعش كان على بعد بضعة كيلومترات فقط.
ويروي لنا سينغ، الموجود حالياً في المملكة المتحدة: “لحسن الحظ أننا لم نشهد أي نوعٍ من أنواع القصف أو أعمال العنف بالقرب من مخيمنا. لكنني أذكر أنني في إحدى المرات وبينما كنت سائراً في أحد شوارع أربيل انفجرت سيارة على بعد بضعة مئات من الأمتار”.
ويضيف: “ينبغي لنا أن نكون حذرين للغاية في أماكن كتلك. أنت لا تدري أية حافلة ستنفجر قريباً منك. لكننا اخترنا أن نكون في هذا المكان ونحن مستمرون بما أقدمنا عليه”.
ونظراً لعمله متطوعاً ينتمي إلى السيخ، كان على سينغ وفريقه أن يواجهوا المزيد من الصعوبات في طمأنة الناس الذين يقدمون لهم المساعدة لئلا يشعروا بالخوف من عمائمهم ولحالهم.
وعلق سينغ على ذلك بقوله : “كلما مشيت متجهاً إلى المخيم، كان اللاجئون يرمقونني بنظراتهم. ولذلك وجب علي أن أؤكد لهم أنني لست عضواً في تنظيم داعش”.
وعلاوة على ذلك، قامت منظمة “Khalsa” بإنشاء قاعدة في لبنان التي هرب إليها آلاف اللاجئين السوريين. وأسهم الفريق في توفير الكتب والمواد اللازمة لمدرسة محلية كما يقوم الفريق بإرسال الحطب ليتأكد من أن اللاجئين لديهم ما يقيهم برد الشتاء القارس.
هذا وتدعم المنظمة اللاجئين من الشرق الأوسط ممن يطلبون اللجوء في دول أوروبا، كم تدير ورشات لتوفير الوجبات الساخنة والماء والكساء في صربيا وكرواتيا واليونان.

رابط المادة الأصلي : هنا.



صدى الشام