منطقة أبو ظهور في ريف إدلب تحتاج إلى 45 مدرسة لاستيعاب 11 ألف طالب


منذ عام 2012 وإثر المعارك العنيفة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات نظام الأسد توقّف الأطفال والشباب عن تلقي  التعليم في مدارس قرى وبلدات منطقة أبو الظهور في ريف محافظة إدلب الشرقي.

بعد التاسع من أيلول عام 2015 بسطت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على كامل المنطقة، وعاد التعليم إلى المدارس لكنه يعاني اليوم من مشكلات كثيرة تحدّث عنها أبناء المنطقة لمراسل صدى الشام في إدلب “جابر أبو محمد”.

وقال خالد الخلف من أبناء المنطقة ومدرس سابق، ويعمل حالياً في مركز أبو الظهور الإعلامي “إنّ المعارك العنيفة والقصف  الذي جرى على مدار عامين في محيط مطار أبو الظهور العسكري، أسفر عن توقف التعليم، وكان نظام الأسد يتعمد في تلك الفترة قصف المنشآت المدنية عامّة والمدارس على وجه التحديد، ما جعل معظم الناس تبتعد عن المنطقة، وعندما أخلى النظام المنطقة عاد الناس، ولكنّهم وجدوا المدارس وقد سويت بالأرض “.

وتضم منطقة أبو الظهور أربعين قرية وبلدة، وعدد سكانها قرابة خمسة وستين ألف نسمة، وفيها سبعون مدرسة من مختلف الاختصاصات والمراحل التعليمية، وتعرض عدد منها للتدمير الكامل نتيجة القصف بأسلحة ثقيلة من قبل نظام الأسد بينما تعرض بعضها لأضرار جزئية.

وتسيطر “جبهة فتح الشام” على معظم قرى المنطقة، ويوجد فيها مجالس محلية تابعة للمعارضة السورية، إضافة لمكتب تربية تابع لمجمّع إدلب، ومكاتب تابعة للإدارة العامة للخدمات، ويوجد مدارس تعمل بشكل تطوعي، ومدارس ما يزال المدرسون فيها يتقاضون رواتبهم من حكومة النظام.

 

نقص الكوادر  ودمار في كل مكان

وتعاني المراحل التعليمية في المنطقة من نقص كبير في الكوادر التدريسية، لافتًا “خالد الخلف”  إلى أنّهم قدّموا عدة إحصائيات للتربية الحرة التابعة للمعارضة السورية عن وضع المدارس والعمليّة التربوية، لكنهم لم يتلقوا سوى الوعود، وأوضح الخلف أنه يوجد عدّة مدارس، اثنتان منها كادرها التدريسي “يحصلون على رواتبهم الشهرية من حكومة النظام”، وهي تعمل تحت إشراف المكتب التربوي التابع لجيش الفتح في منطقة أبو الظهور، إضافة لمدرستين تدعمهما منظمة “سيريا لايف” وبعض المدارس التي يعمل فيها مدرسون بشكل تطوعي دون تقاضي رواتب.

من جهته قال المدرس، أحمد أبو الوليد، والذي يعمل في القطاع التعليمي بالمنطقة “إنّ العام الدراسي بدأ منذ شهر تقريباً وإلى الآن في المدارس المتوفرة لا يوجد كتب ولا يوجد مناهج للطلاب، إضافة إلى وجود دمار كبير في أجزاء من المدارس، وهي بحاجة لترميمات كبيرة”.

ونوه أبو الوليد إلى وجود مشكلة كبيرة في الكوادر حيث لا يوجد تعيين في المنطقة من قبل التربية الحرة التابعة لجيش الفتح في إدلب، والمنطقة بحاجة ملحة إلى معلمي لغات عربية وانكليزية وفرنسية، إضافة لمعلمي المواد الأخرى كالرياضيات والعلوم.

ولفت أبو الوليد إلى أنّ الوضع التعليمي في منطقة أبو الظهور، ضعيف جدًا بالنسبة للمناطق الأخرى من إدلب والتي ينشط فيها مكتب التربية الحرة التابع لجيش الفتح، مؤكداً على “وجود تمييز في التعامل من قبل المكتب مع أبناء المنطقة”.

وأضاف أبو الوليد، إنّ المكتب التربوي “نشاطه صفر في المنطقة، ويصب جل اهتمامه على مدرسة واحدة وهي في منطقة جديدة أبو الظهور، وتلك المدرسة تضم أبناء العاملين في المكتب، بينما باقي المدارس مدمرة وحالها سيئة ولا يلتفتون إليها”.

واقع تعليمي سيء   

وتفتقد المدارس في منطقة أبو الظهور إلى دورات المياه الصحية، ودورات مياه الشرب، وأغلبها تم تدميره بسبب القصف من قوات النظام أو تعرض للسرقات نتيجة الوضع الأمني المتردي في المنطقة.
ووصف أبو الوليد واقع التعليم في المنطقة بـ”السيء”، مشيراً إلى أنّ الوضع جعل “الجو العام لدى الطلاب والمعلمين غير متقبلين نفسياً لعملية التعليم وإن وجدت بنسبة قليلة”، قائلاً “كيف سيذهب الطالب إلى المدرسة ولا يوجد كتاب يقرؤه أو ماء يشربه إذا عطش، وكيف يقوم المدرس بعمله دون دعم مادي أو وجود منهاج تعليمي يعمل عليه”.
ولفت أبو الوليد إلى “وجود محسوبيات في عمل التربية الحرة في إدلب، حيث تتم التعيينات بالواسطة والمحسوبية، فالمسؤولين عن تعيين المدرسين والموظفين يقومون بتعيين أقاربهم ومن لهم واسطة”.
وأكّد أبو الوليد أنه لا يوجد في منطقة أبو الظهور مؤسسة تعليمية تابعة لأية منظمة من منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، منوهًا على وجوب الدعم المادي للتعليم في أبو الظهور من كافة الجهات وبالتحديد من جبهة فتح الشام التي تسيطر على المنطقة.

يقول مسؤول التعليم الأساسي، في مكتب أبو الظهور التربوي، زكريا الخلف، إنّ المشكلة تكمن في قلة التمويل كي يتمكن المكتب من سد النقص، منوّها، إلى أنّ عدد للطلاب في مختلف المراحل الدراسية في منطقة أبو الظهور بلغ  11736 طالبًا، 6475 من الذكور بينما بلغ عدد الإناث 5279، في حين بلغ النقص في عدد الكوادر  150 معلمَ صفٍ، و 98 مدرسَ اختصاصٍ يتوزعون كالتالي: 15 للتربية  إسلامية، و30 مدرّسَ لغة عربية، و 10 مدرسين لمادة الاجتماعيات، و 15 مدرسَ لغة  انكليزية، ومعلمي لغة فرنسة، و 12 لمادة الرياضيات، و10 لمادة العلوم واثنين لكل من مادتَي الفيزياء والكيمياء، بينما بلغ عدد المدارس المدمرة بالكامل سبع مدارس في حين دمر ثلاث منها بشكل جزئي.

وبحسب إحصائيات المكتب فإنّ المدارس العاملة في منطقة أبو الظهور هي 40 مدرسة من ضمنها مدرستان تتبناهما منظمة “سيريا لايف”، ومدرستان يتقاضى كادرهما التدريسي رواتبهم من نظام الأسد، وباقي المدارس المتواجدة تعمل بشكل تطوعي مع نقص في الكوادر، وعدم توفر المناهج والكتب لمختلف المراحل الدراسية.

ووفقاً للإحصائيات يلزم المنطقة 45 مدرسة إضافية على الأقل لتستوعب عدد الأطفال، ويجب أن تكون بشكل تجمعات بحيث لا يتجاوز قطر التجمع 3 كلم.

والجدير ذكره، أنّ جيلا جديداً من السوريين مهدد بفقد مستقبله والضياع بسبب التدمير الممنهج من قبل قوات نظام الأسد وحلفائها للمدارس في سوريا، وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين طفل في سوريا في سن الدراسة محرومين من التعليم، إضافة إلى أن القصف شبه المستمر قد دمر 3800 مدرسة على أقل تقدير.

بوكس

يبلغ عدد الطلاب في مختلف المراحل الدراسية في منطقة أبو الظهور 11736 طالبًا، 6475  من الذكور بينما بلغ عدد الإناث 5279 طالبة.

تضم منطقة أبو الظهور أربعين قرية وبلدة، وعدد سكانها قرابة خمسة وستين ألف نسمة، وفيها سبعون مدرسة من مختلف الاختصاصات والمراحل التعليمية.

المكتب التربوي نشاطه صفر في المنطقة، ويصب جل اهتمامه على مدرسة واحدة وهي في منطقة جديدة أبو الظهور.



صدى الشام