نساء حلب يواجهن الحصار والموت على الأبواب


1_201677_41748-660x330

رصد: المصدر

يقول المثل الشعبي: “يلي ايدو بالمي مو متل يلي ايدو بالنار”، وهو مثل يصلح مقدمة لما يجري في حلب من رعب يومي و موت عبثي ومجاني، ما بين حلب الشرقية وحلب الغربية قصص موت غير آدمي ، قصص تخطت حدود الخيال ، ملايين المظاهرات لن تطعم طفلاً ، ولا كتابة بوست شجب سوف يهدهد قلب طفل فقد والديه أمامه ، نعم قد تحرك ضمير الرأي العام العالمي، ولكنها لا تحرك ضمير أصحاب القرار لتتوقف هذه المقتلة اليومية.

تقول شبكة المرأة السورية في تقرير لها، إن الأطفال والنساء وكبار السن هم من يدفعون الضريبة الكبرى من هذا الحزن اليومي، صور أشلائهم ولحمهم المكوم تحت الحجارة، لن تهز شعرة ممن يعيشون ويقتاتون على بقايا من تبقى حياً في تلك المناطق.

طحين وماء وسكر

تضيف كاتبة التقرير “حاولتُ خلال الأسابيع الماضية أن اتصل بعدد من الأصدقاء الناشطين المدنيين في حلب، لسؤالهم إن كان بالإمكان إنقاذ عائلة، وتقديم الطعام لهم أو مخرج آمن إلى ريف حلب الشمالي، ولكن للأسف لم أحصل إلا على وعود، أعرف أنها كانت صادقة، ولكن ليس باليد حيلة، لا أحد يستطيع فعل شيء!”

تلك العائلة مؤلفة من أم في مقتبل العمر وثلاثة أطفال أكبرهم فتاة بعمر الست سنوات، لا يوجد لديهم طعام، ونتيجة القصف الجوي ينزحون من مكان إلى آخر. الأطفال باتوا في حالة هزال شديد، يتبولون ليلاُ على أنفسهم من الخوف، الأم لا حول لها ولا قوة، آخر طعام قدمته لهم كان عبارة عن طحين وماء وسكر، أما الغداء فكان بصلاً وخبزاً.

“تلك ليست تراجيديا ولا فيلماً سينمائياً خيالياً، إنها حكاية شعب يتألم أمام قبح البشرية جمعاء،عندما تكلمت معها وسألتها عن أحوالها قالت: الحمدلله “عايشين”!“.. “نعم قياساُ بغيرهم هم في نعمة كبيرة، ولكن أية حياة هذه، وهم يحلمون بيوم راحة وطمأنينة”.

أدعي لهم بالموت إن كان رحمة

تقول السيدة أم صفوان: “ما يفصلني عن منزل ابني هو شارع فقط  أي مسير خمس دقائق فقط إلى منطقة السكري” ضمن المناطق المحاصرة، ولكنها كي تذهب إليهم عليها أن تسافر لمدة 15 ساعة كي تراه ، هذا كان قبل الحصار أما  الآن  فالأمر مستحيل.

وتتابع: “البارحة كانت ليلة شديدة عليهم، فكل قذيفة مدفع أسمعها قبل أن تنزل عليهم، والطيران يمر من فوق بيتي قبل أن يرمي على مناطقهم”.

الفقير والمحاصر في خانة واحدة

تحتال المرأة الحلبية على الوضع المادي المتدهور باختراع بدائل للطعام، فالكنافة تصنعها من طحين المعكرونة بدلاً من السميد، ونظراً  لغلاء اللحوم، يضعن بدل “هبرة ” اللحمة في الكبة الخبز اليابس، أما اللحوم فأصبحت نادرة التواجد في البيوت، وأصبح الفروج إن وجد هو المادة الأساسية في موائد الحلبيين التي كان عمادها الأساس هو اللحم.

هذا كان قبل الحصار أما الآن فالأمر بات أكثر صعوبة.

فتقول السيدة أم شعبان: البيض والحليب والجبنة والزيتون لا يوجد أثر له، “الدنيا مسكرة والمحلات فاضية لا يوجد لودلين ولا دوا غسيل، الله لا يرويكي اش داحيكلك لا احكيلك ، ادعيلنا بس يفتح الطريق ويدخل أي شيء ، باكيت الدخان ب  5000 ليرة ان وجد ، ولي على  معلاقي العالم رايحة تجن”.

أما السيدة ضحى وهي في المناطق الغربية: الحال من بعضه ، لقد ضاقت الدنيا على الجميع، ويخيل لكم أن الأمر أفضل حالاً هنا ، فالفقير  يرى بأم عينه  ما لذ وطاب ولكنه لا يستطيع شراءه.

لقد زادت نسبة الفقر، ونسبة الأشخاص الفاقدين لأطرافهم في شوارع حلب، هناك سيدة في منطقة الجميلية بلا قدمين تشحذ في منتصف الطريق ، وقلة هم من يتعطّفون عليها، من  هول المنظر الذي هي به ، أو من ضيق الحال.

حلب لا تستحق

إن ما يدفعه المدنيون في هذه الحرب أكبر من طاقة احتمالهم، وعلى الرغم من تمسكهم ببيوتهم، إلا أن ضنك العيش قاتل، والموت ليس رحيماً بأحد، يأخذ عزيزهم من أمامهم، يدفنون قتلاهم ويعودون لتدبر أمور معيشتهم التي تكاد تنضب، على أمل أن يتم فتح ممرات للمساعدات الانسانية.

وتضيف الشبكة، حلب وسكانها لا يستحقون ما جرى ويجري لهم كما كل شبر من أرض سوريا، وتبقى المرأة هي الرافعة الأساسية لأي عمل مدني فيه حياة وحب.





المصدر