on
الأم من مضايا: أيام الجوع في قصص مصورة
تحوّلت شخصية أم سورية حقيقية تعيش مع أبنائها الخمسة في مضايا، المدينة السورية التي ترزح تحت حصار النظام منذ تمّوز/ يوليو 2015، إلى بطلة في مجموعة قصص مصوّرة (كوميكس) بعنوان “Madaya Mom” صدرت عن دار “مارفيل كوميكس” الأميركية، بدعم من محطة “إيه بي سي نيوز” المتلفزة، حيث تسرد المجموعة وقائع حقيقية لم تستطع حتى الصحافة أن تقدّمها بسبب عجزها عن الوصول إلى هناك، حيث حصار حديدي يفرضه النظام على سكّان المدينة.
تعيش الأم التي اختارتها السلسلة بطلة لـ “الكوميكس” في مدينة عدد سكانها 45 ألف نسمة، وقد احتفظت الدار بهويتها سرية، حفاظاً على سلامتها وسلامة أفراد عائلتها، وفقاً لتعبيرها، فقد كانت تقوم بإبلاغ صحافيين من “إيه بي سي نيوز” من خلال الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بالظروف المعيشة التي يعانيها السكّان المحاصرون في مضايا.
كلّفت الدار الرسّام داليبور طالاييتش، الذي سبق أن أنجز أعمال كوميكس أخرى مثل “ديدبول”، لينقل حكاية صراع أم مضايا اليومي ضدّ الجوع المزمن والبرد والمرض، مع زوجها وأطفالهما الخمسة. وقد تمّ اختيار طالاييتش لهذه المهمّة لأنه أحد الناجين من الحرب، حيث نشأ في يوغوسلافيا وعاش انقسامها، حسب رئيس تحرير مارفيل، أكسل ألونصو.
تتطرّق المجموعة إلى قضايا وأزمات يومية؛ مثل نقص الغذاء والمرض؛ “أجسادنا لم تعد معتادة على تناول الطعام”، نقرأ في اللوحة الأولى.
عن العمل في المجموعة، يؤكّد طالاييتش أنه بذل جهداً واعياً لتجنّب الوقوع في الإثارة: “لم أكن أريد أن أؤلّف كوميكس عن الحرب. أردت أن أؤلّف كوميكس انطلاقاً من وجهة نظر مدنية، أي عندما لا تكون لديك أي سلطة”، وأضاف الفنّان: “أنت لا تستطيع أن تفعل أي شيء. أنت فقط تنتظر أن تنتهي أو تموت”. ويكمل “إنها أم بعينها، ولكن يمكنها أن تكون أي أم أخرى، وهي أسرة بعينها، ولكنها كل الأسر”.
فيما تقول الشخصية “أبنائي يعانون من الجوع، لكنهم مرضى من الآلام الحادة في المعدة، لأن أجسامهم غير قادرة على هضم الطعام، وذلك لأنهم جاعوا لفترة طويلة”؛ فمنذ بدء الحصار، سُمح للمساعدات الإنسانية بالوصول خمس مرات إلى المدينة عام 2016.
لم يتح للأم بطلة الكوميكس أن تراه بنسخته الجاهزة ولا رؤية نفسها بريشة الفنان، لكنها شاهدت بعض الصور عن طريق “إيه بي سي نيوز”.
بدورها، تؤكّد ريم ممتاز، منتجة قناة التلفزيون “أن أم مضايا تعتقد أن طالاييتش استطاع أن يقبض حقّاً على سمات وخصائص الأشخاص والبيئة والمدينة”.
سبق لسلسلة “مارفيل” نشر قصص مصوّرة عن شخصيات حقيقية؛ مثل البابا يوحنا بولس الثاني والأم تيريزا دي كلكوتا، وهي تفكّر في إخراج نسخة عربية لأم مضايا حتى تتمكّن الأخيرة وغيرها من السوريين والعرب من الوصول إلى هذه القصّة. هنا، يؤكد طالاييتش “إن لم تغادر أم مضايا المدينة، فسوف تصلها الصور”.
صدى الشام