on
السيسي .. دفء مع بشار الأسد .. واعتذار للحوثيين
ميكروسيريا – متابعة
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية إلى المباحثات، التي أجراها رئيس مكتب الأمن الوطني لـ “بشار الأسد” علي المملوك، ومباحثاته في القاهرة مع نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري خالد فوزي.
الصحيفة، اعتبرت أن الزيارة التي استمرت يوماً واحداً، وهي الأولى التي جرى الإعلان عنها منذ اندلاع الثورة قبل خمس سنوات. جاءت على خلفية توتر وفتور العلاقات السعودية-المصرية توتر العلاقات بين القاهرة والرياض. وذلك خلافاً لزيارات أخرى قام بها مملوك إلى القاهرة، وأصبحت معروفة فقط بعد إعلان مصادر مطلعة عنها، بحسب “أزفستيا”، التي نقلت عن عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في “مجلس الشعب السوري” ساجي طعمة قوله: “بأن زيارة مملوك، الذي يعدُّ أحد أقرب المقربين من بشار الأسد إلى مصر، تعكس تغييراً جذرياً في سياسة القاهرة إزاء الأزمة السورية، بحسب رأيه.
أضاف “طعمة” للصحيفة الروسية، “إنه لم يعد سراً أن عدداً من اللاعبين، والرياض أولهم، بذلوا جهودا كثيرة لزرع بذور الشقاق بين القاهرة ودمشق. ولكننا الآن، ونحن نلاحظ فتوراً واضحاً العلاقات المصرية-السعودية، بدأت القاهرة تدرك ألَّا بديل عن سورية وضرورة التعاون معها في حقل السياسة والأمن والاقتصاد. وبصورة عامة، فإن زيارة السيد مملوك، التي أعلن عنها، تؤكد حدوث تغيرات جذرية في الموقف المصري من التعامل مع سورية، ما سوف يترك أثره في تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين في مكافحة الارهاب”، وفقاً لتصريحات عضو مجلس “شعب الأسد”.
كما أقرت الصحيفة بأن تأييد مصر لمشروع القرار الروسي، في مجلس الأمن يوم (08/10/2016)، كان من الممكن أن يكون في حال نجاحه لمصلحة الأسد . ما تسبب بتعرض القاهرة لانتقادات حادة من الجانب السعودي، ووصف عبد الله المعلمي، مندوب السعودية في المنظمة الأممية هذا التصرف المصري بأنه “يستحق الأسف”، ولم يمض على ذلك يومين، حتى جاء رد الفعل السعودي في يوم (10/10/2016) عبر إعلان الرياض عن وقف تزويد مصر بالمحروقات كما يوجب العقد الموقع بين الطرفين في شهر أبريل/ نيسان من العام الجاري، والذي تبلغ قيمته 23 مليار دولار، وينص على توريد 700 ألف طن من المنتوجات النفطية السعودية شهريا إلى مصر خلال فترة 5 سنوات.
تابعت الصحيفة، أن القاهرة حاولت إلى حد ما عدم الربط ما بين الحدثين، كما جاء في تصريح للرئيس السيسي. لكن، وكما ذكرت بعض وسائل الإعلام العربية، فإن السيسي وجه يوم (15/10/2016) اعتذارا للشعب اليمني بسبب تصرفات قوات التحالف الذي تقوده السعودية، وكان آخر هذه التصرفات الدموية، ما جرى في العاصمة اليمنية صنعاء يوم (08/10/2016)، عندما وجهت الطائرات الحربية السعودية ضرباتها إلى مجلس عزاء، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 مواطن يمني.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع” المصري شريف فياض لصحيفة “إيزفيستيا”، أنه وعلى ضوء فتور العلاقة مع السعودية، بدأت القاهرة العمل على مراجعة نهجها حيال مسألة إيجاد حل للأزمة في سوريا، وقال فياض:
“في مصر يؤمنون بأن مستقبل عموم المنطقة يعتمد على كيفية تطور الوضع في سورية. وفي حال انتصار ما يسمى “المعارضة المعتدلة”، فإن هذا سوف يؤدي إلى تقوية مواقف الحركات الإسلامية-الراديكالية والاسلام السياسي، وهذا بعمومه بالنسبة لمصر أمر غير مقبول بالمطلق. وللأسف الشديد، إن مصر في الفترة الأخيرة كانت تتعرض لضغوط من قبل السعودية، وبسبب ذلك لم تستطع القاهرة تحديد موقفها بوضوح. ولكن الوضع تغير الآن. ويشير إلى ذلك تصويت القاهرة على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، وكذلك زيارة اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري إلى القاهرة، بحسب تصريحات المتحدث
لـ “إيزفيستيا”.