الولايات المتحدة وبريطانيا ترفضان عرضًا روسيًا لوقفة قصيرة للضربات الجوية في سورية

22 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
7 minutes
[ad_1] [ad_2]

مروان زكريا

يطالب الغرب بـ “هدنة موثوقة ومتينة” بشأن حلب، كأساس للمحادثات التي وصفت فيها الولايات المتحدة عرض الروس بـ “المتأخر جدًا، والهزيل جدًا”.

—-

رفضت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عرضًا مقدمًا من روسيا وسورية لوقفة قصيرة مؤقتة للضربات الجوية في حلب، كتمهيد لإعادة فتح المحادثات، وأشارت إلى ضرورة وجود هدنة موثوقة ومتينة بدلًا من ذلك، وأن تستمر لمدة لا تقل عن 48 ساعة.

وكانت موسكو قد أعلنت هدنة قصيرة في الهجمات العسكرية قبيل خطة تقضي بإيقاف مؤقت يستمر لمدة 8 ساعات، والغاية منها إعطاء المجموعات المعارضة المسلحة والجرحى الفرصة لمغادرة المدينة.

وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على ذلك العرض الروسي بأنه متأخر جدًا، وهزيل جدًا؛ بينما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن عمال الإنقاذ يحتاجون  أكثر من 8 ساعات لتخليص الجرحى.

وأعلنت موسكو يوم الثلاثاء أن الطائرات الحربية السورية والروسية قد أوقفت عمليات القصف في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في المدينة. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “الإيقاف المبكر للضربات الجوية ضروري لإعلان “توقف لأغراض إنسانية”. وإنها سوف تضمن مخرجًا آمنًا للمدنيين عبر ستة ممرّات، وسوف تحضر لتخليص المرضى والجرحى من الجزء الشرقي من حلب.”

بينما قال ديميتري بيسكوف، الناطق بلسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التوقف في الضربات الجوية كان بادرة حسن نية لتمهيد الطريق إلى هدنة يوم الخميس. قال بيسكوف “الجيش الروسي يعرض فرصة أخرى من جديد، ونأمل من شركائنا بأن يسمحوا للجميع باستغلال تلك الفرصة”.

وقالت الأمم المتحدة إن روسيا وضعت خططًا مترابطة لهدنتين، تمتد كل منهما لثماني ساعات، في المناطق التي يسيطر عليها الثوار من مدينة حلب في “الأيام المقبلة” من هذا الأسبوع، مع الإشارة إلى هدنة قصيرة لاحقة يوم الجمعة.

وقال جينس لايركي المنسق الإنساني للأمم المتحدة في جنيف، إن وكالة الإغاثة تحتاج إلى تطمينات وتأكيدات من جميع الأطراف تفيد بأن القتال كله سوف يتوقف قبل الشروع بتزويد المدينة بالمساعدات الإنسانية.

ومن المرجح أن تناقَش الأزمة السورية بين الرئيس الروسي بوتين، والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، في لقائهم المزمع عقده يوم الأربعاء في برلين، والذي يعقد في الأساس لمناقشة الموقف في أوكرانيا.

وتقول ميركل إن العقوبات على روسيا في ما يخص سلوكها في سورية يجب أن تبقى كخيار مطروح على الطاولة، وكذلك لم تكن متفائلة في حدوث معجزات في ما يخص الأزمة الأوكرانية.

ويبدو أن الروس يحاولون الالتفاف على كل من بريطانيا وفرنسا عبر كسب الدعم السعودي، والتركي، والقطري، للهدنة التي سوف تسبب ضغطًا على مقاتلي جبهة النصرة لمغادرة حلب. وتراوح التقديرات لعدد مقاتلي النصرة في المدينة بين 400 و900 مقاتل.

وفي موسكو، شرح شويغو بأن روسيا “تطلب من الدول التي تملك تأثيرًا على المتمردين في سورية [….] بأن يقنعوا قادتهم بوقف القتال ومغادرة المدينة”.

وقد حسنت روسيا من علاقاتها مع تركيا، في الوقت الذي لا تريد تركيا –ولا المملكة العربية السعودية– لجبهة النصرة أن تبقى في مدينة حلب. بينما دانت الولايات المتحدة حضور جماعة جبهة النصرة، قائلة إنه على الرغم من تغيير اسمها، تبقى الجماعة مرتبطة بالقاعدة من الناحية الأيديولوجية.

ولم ينتج عن محاولات عزل المقاتلين المعتدلين عن مقاتلي النصرة أي نتائج حتى الآن، وذلك بسبب المقاومة المشتركة في حلب بشكل جزئي، وكذلك بسبب نقص التأكيدات عن طول الهدنة.

لم تكن هناك علامات في حلب على وجود دعم للمقرح الروسي. قد أبلغ زكريا ملاحفجي، المسؤول السياسي لجماعة “فاستقم كما أمرت” وكالة رويترز للأنباء أن “الفصائل ترفض أي خروج- هذا يعدّ استسلامًا.

وقال فاروق أبو بكر، قائد “أحرار الشام” الجماعة الإسلامية القوية، إن الثوار سيستمرون في القتال.

وأضاف “عندما حملنا السلاح في بداية الثورة للدفاع عن شعبنا المضطهد أقسمنا أننا لن نتخلى عنهم حتى سقوط هذا النظام المجرم” قاصدًا بذلك حكومة بشار الأسد.

وأكد أبو بكر متحدثًا من حلب: “لا يوجد إرهابيون في حلب”، كما كرر الثوار في حلب الشرقية القول بأن الجماعات المتمردة المرتبطة بالقاعدة أو المتأثرة بها ليس لها وجود حقيقي في الجزء التي تسيطر عليه المعارضة في المدينة.

وقد حافظ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، على لهجته الصارمة في رفض دعوة بعض أعضاء حزب العمال البريطاني لتبني الخطة الروسية بقوله: “في الواقع لايمكن تصور نجاح مثل ذلك المقترح من دون التوقف التام لقصف المستشفيات من قبل الروس ونظام الأسد. هذا هو الشرط المسبق. يجب أن يلتزم نظام الأسد بوقف دائم ومقنع لإطلاق النار قبل أي تصور لإمكانية نجاح مثل ذلك المقترح”.

وادعى جونسون، أن مزاج الجمهور البريطاني قد تغير جوهريًا باتجاه دعم أكبر لرد عسكري قوي على التصرفات الروسية “البربرية”. لكنه أضاف: “لم أر بعد وجود شهية كافية في العواصم الغربية، وبالتأكيد البيت الأبيض، إلى نوع الإجراء الذي نعتقد أنه مفيد، ولكن كما قال وزير الخارجية جون كيري “لا شيء خارج طاولة البحث”.

غير أن فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، قال: “إن فرص نجاح هذه الخطة معقولة جدًا إذا كان عدد من يسمونهم “معتدلين” أكبر من عدد مقاتلي النصرة”. وأضاف أن النسبة يمكن تكون أكثر من 10 إلى 1 أو حتى 12 إلى 1، إذا كانت تقديرات مكتب الخارجية البريطاني بوجود ما بين 10000 و 12000 مقاتل “معتدل” في حلب دقيقة.

وقال الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين إن “الاستهداف المتعمد للمستشفيات، والكوادر الطبية، والمدارس والبنية التحتية الأساسية” من النظام السوري وروسيا يمكن أن يرتقي إلى جرائم حرب.

عنوان المادة الأصلي بالإنكليزية US and UK reject Russian offer of Syria airstrikes ‘pause‘     اسم الكاتب بالعربية والإنكليزية Patrick Wintour     باتريك وينتور مصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي The Gardian

تاريخ النشر 18 تشرين الثاني أكتوبر 2016 رابط المادة https://www.theguardian.com/world/2016/oct/18/us-and-uk-reject-russian-offer-of-syria-airstrikes-pause اسم المترجم مروان زكريا

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]