تركيا ستشارك مبدئياً بتحرير الموصل..و"تنظيم الدولة" قد يستخدم المدنيين دروعاً بشرية في المعركة


قال وزير الدفاع الأمريكي، "آشتون كارتر"، اليوم، إنه تم الاتفاق مع أنقرة من حيث المبدأ على مشاركة تركيا في عملية تحرير مدينة الموصل الدائرة شمال العراق، من تنظيم "الدولة الإسلامية".

جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها الوزير الأمريكي عقب لقاءات جمعته مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ورئيس الوزراء "بن علي يلدريم"، ووزير الدفاع "فكري إيشيق"، في إطار زيارة بدأها اليوم، إلى العاصمة أنقرة.

وشدد "كارتر" في تصريحاته على أهمية الدور التركي وضرورة مشاركة أنقرة في عملية تحرير الموصل، لكنه أشار في ذات الوقت أن القرار النهائي بشأن هذه المسألة يتطلب موافقة الحكومة العراقية في بغداد.

وأضاف "العراق يعلم أن تركيا عضوٌ في التحالف الدولي لمكافحة داعش، وأنها ستشارك بشكل فعال في مكافحة التنظيم في العراق".

واستطرد قائلاً: "وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا تتطلع نحو نتيجة نهائية في الموصل بسبب قرب المدينة من حدودها".

من جهته أخرى أعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، طلب عدم نشر اسمه، عن أمله في توسط الولايات المتحدة لترتيب لقاء قريباً بين تركيا والعراق، خلال الأسبوع المقبل.

ولفت أن تركيا بإمكانها خلال عملية الموصل، المساهمة في مجال المساعدات الإنسانية والطبية، إلى جانب مساهمات أخرى غير عسكرية في المنطقة.

وفي سياق آخر أعربت الأمم المتحدة اليوم عن خشيتها من استعداد مقاتلي "تنظيم الدولة" على الأرجح لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية أو لقتلهم في مدينة الموصل شمال العراق.

وقال مدير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين إن مكتبه تلقى تقارير بأنه يتم احتجاز المدنيين بالقرب من مواقع تمركز مقاتلي "تنظيم الدولة" في الموصل ربما لاستخدامهم دروعاً بشرية أمام تقدم القوات العراقية.

وأضاف في بيان: "هناك خطر جسيم من أن يستخدم مقاتلو داعش مثل هؤلاء الأشخاص الضعفاء دروعاً بشرية، وكذلك قتلهم بدلاً من رؤيتهم يتحررون".

من ناحية أخرى أوضح زيد بن رعد أن مكتبه تلقى تقارير بأن مقاتلي التنظيم أجبروا نحو 200 عائلة على السير من قرية السمالية إلى الموصل الأسبوع الماضي.

كما أجبرت 350 عائلة أخرى على التوجه إلى الموصل من النجفية، بحسب مكتب حقوق الإنسان.

وعمليات الترحيل القسري هذه هي جزء من سياسة "تنظيم الدولة"، "بمنع المدنيين من الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأمن العراقية".

وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من أن يضطر نحو مليون شخص محتجزين داخل الموصل إلى الفرار من القتال ما يمكن أن يتسبب في أزمة إنسانية.

وفي تصريح للصحافيين عبر الهاتف من جنيف، قالت "ليزا غراند" منسقة الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة إن التوقعات تشير إلى أن 200 ألف شخص سيفرون من الموصل، إلا أنها حذرت من أن الأعداد قد ترتفع اعتماداً على تطور الحملة العسكرية.

وحتى الآن نزح 3900 شخص فقط من الموصل، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة "أدريان ادواردز".

وأضاف أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعمل على إنشاء معسكرات ومواقع إيواء طارئة في المنطقة فيما تحاول الوكالات الإنسانية توسيع قدراتها لمساعدة المدنيين الفارين من القتال الذي يشتد ضراوة.




المصدر