(داعش) يغرق في خلافاته الداخلية وقوات النظام تمهد لاقتحام دير الزور


deer23423

نصر القاسم: كنا شركاء

تحاول قوات النظام في مدينة دير الزور استغلال تخبط تنظيم “داعش” في معارك مدينة الموصل العراقية والخلافات الداخلية في صفوفه، لشنّ هجوم على أحياء دير الزور الخارجة عن سيطرتها، بغية طرد التنظيم منها.

ويشهد تنظيم “داعش” حالة من الارتباك في صفوفه، بعد خسارته العديد من مواقع سيطرته في الموصل العراقية، فعقدت قيادات التنظيم عدة اجتماعات في مدينة الميادين بريف دير الزور، ولم يتم تسريب نتائج تلك الاجتماعات، وما أظهره الواقع من نتائج الاجتماعات هو الضغط على مقاتلي التنظيم وإرغامهم على الذهاب للقتال في الموصل العراقية.

وبحسب ما تداوله عناصر التنظيم داخل أحياء مدينة دير الزور، فإن التنظيم خيّر عدداً من المقاتلين من أبناء ريف دير الزور بين الذهاب للمشاركة في معارك الموصل العراقية، أو الإعدام.

وبدت الحيرة والقلق تراود العديد من عناصر التنظيم، فالموصل ليست أرضاً سورية وليست مدينتهم ليذهبوا للقتال فيها، بينما يريد قادة التنظيم ممن هم وعوائلهم في مأمن من معارك الموصل ونيرانها، أن يزجوا بمقاتلي ريف دير الزور إلى الموت، وكانت حجة عناصر التنظيم الرافضين للقتال في الموصل أنها ليست بأرضهم، متجاهلين مزاعمهم السابقة وهي “دولة الخلافة”، ليثبتوا للعالم أنها ليست إلا مجرد خرافة واهية، في حين ادعى بعض مقاتلي التنظيم أن قطاعات مدينة دير الزور تعاني من نقص كبير في المقاتلين وخصوصاً بعد تصعيد قوات النظام مؤخراً على جميع قطاعات المدينة، وتقدم قوات النظام البسيط في حي الرشدية ولأول مرة منذ أكثر من عامين، بعد أن تم تحرير الحي مسبقاً من قبل مقاتلي الجيش الحر.

كما تحاول قوات النظام التقدم في حويجة صكر بعد شن مقاتلات النظام لأكثر من عشر غارات جوية على المنطقة، وتعزيز قواتها ومليشيات الدفاع الوطني في قرية الجفرة للتقدم منها عبر سرير نهر الفرات باتجاه المخلط رأس حويجة صكر، والتقدم نحو جسر السياسية المدمر وحصار المدينة بعد سيطرتها على المعابر المائية.

وفي المقابل، كل ما فعله التنظيم هو نشر عدة قناصة في قرية حطلة تحتاني المحاذية لحويجة صكر من جهة نهر الفرات، لمنع قوات النظام من التقدم إذا تمكنت من العبور من قرية الجفرة باتجاه المخلط.

ويحاول النظام استغلال تخبط التنظيم في معارك الموصل العراقية، والخلاف الداخلي بين عناصر التنظيم، بين المؤيد والمعارض للذهاب للقتال في الموصل، ورغبة النظام من الاستفادة من الطبيعة الجغرافية للحويجة، كونها أراضٍ زراعية تحتوي على منازل متناثرة، تتكون من أبنية سكنية ذات طابق واحد، واستغلال إشراف مدفعيته وراجمات الصواريخ والشيلكا المتواجدة على الجبل المشرف على الحويجة، بينما يغرق التنظيم بخلافاته الداخلية وكيفية تأمين عائلات المهاجرين الفارين من معارك الموصل، متناسياً مدينة دير الزور الصامدة وعائلات المدنيين الذين سيبطش بهم النظام دون رحمة إن استطاع التقدم.





المصدر