بوتين يكشف استراتيجيته في حلب
22 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
نقلت مصادر أوروبية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده لكل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة اﻷلمانية أنجيلا ميركل عزمه تطبيق سيناريو “غروزني” في حلب.
يأتي ذلك فيما حذّرت اﻷركان الروسية من التجهيزات التي تقوم بها فصائل المقاومة السورية لفك الحصار عن اﻷحياء المحاصرة في حلب.
ووصفت المصادر الأوروبية التي اطلعت على ما دار في قمة برلين الثلاثية، موقف بوتين بأنه “بقي حازمًا ولم يقدم أي تنازُل” على حد وصفها، وبعد مناقشات “حادة” قبل بوتين “ولم يقدم وعدًا” بالنظر في إمكانية تمديد العمل بالهدنة، وذلك “من أجل هدف إنساني بحت”.
بوتين شبَّه وضع حلب بما كان عليه في مدينة غروزني، عاصمة جمهورية الشيشان، عندما كانت، وفق بوتين، تحت سيطرة “الإرهابيين” وقال: “سنطبق في حلب ما طبقناه في غروزني”، أي استخدام القوة المطلقة لحسم الوضع، وكشفت هذه المصادر أن بوتين أوضح لميركل وهولاند أنه يستطيع حمل نظام الأسد على تنفيذ ما يتم الاتفاق حوله، بعكس ما كان يشيعه وزير خارجيته سيرغي لافروف من أن موسكو “غير قادرة” على ضمان تنفيذ الأسد التعهدات التي توقع عليها روسيا.
وحول فصل “جبهة فتح الشام” عن باقي الفصائل؛ أكدت المصادر عينها أن ثمة خلافات واضحة بين المقاربة الروسية ومقاربة الآخرين حول اللوائح المقدمة للنقاش، حيث إن الطرف الروسي لا يعتبر “جبهة فتح الشام” وحدها الإرهابية، بل لديه تعبير “المنظمات الإرهابية الأخرى” وهنا يدور الخلاف حول تحديد هويتها.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على العاصمة الشيشانية غروزني في عملية حصار واحتلال واسعة استمرت من 25 ديسمبر 1999 إلى 6 فبراير 2000، وخلف الحصار والقتال العاصمة مدمرة، حيث وصفت الأمم المتحدة غروزني حينها بأنها المدينة الأكثر دمارًا على وجه الأرض، إلا أن تكرار السيناريو لا يبدو سهلًا مع رفض اﻷهالي والمقاتلين في اﻷحياء المحاصرة الخروج وتحضُّر حشود فصائل المقاومة لكسر الحصار.