المكيافيلية
23 أكتوبر، 2016
صبحي فرنجية
المكيافيلية مصطلح سياسي – اجتماعي – نفسي، على حد سواء، ويستخدم للدلالة على أسلوب سياسي، واجتماعي، أو نفسي، يتجلى في استخدام كل الطرق المتاحة؛ حتى تلك التي تعدّ غير إنسانية أو غير قانونية؛ من أجل الوصول إلى الأهداف والمناصب.
جاءت هذه الكلمة من اسم الفيلسوف والكاتب السياسي الإيطالي، نيكولا مكيافيلي (1469 – 1527)، وهو صاحب الكتاب الشهير “الأمير”، والذي من خلاله أوصل رسائل إلى أهل الحكم عن أن “الغاية تبرر الوسيلة”، مهما كانت تلك الوسيلة منافية للأخلاق والقوانين.
بحسب قاموس “مريام ويبستر”، فإن كلمة (مكيافيلية) تدل على النظرية السياسية التي تقول: إن السياسة غير أخلاقية”، وإن أي وسيلة، مهما كانت لا ترتبط بالأخلاق أو النزاهة، يمكن تبريرها من أجل الوصول إلى السلطة.
لم يقتصر مصطلح (المكيافيلية) على السياسة فحسب، بل بات يشير إلى الشخصية الإنسانية التي لا تولي اهتمامًا للإنسان وأخلاقه، أو إلى القوانين، بل تتعداها في سلوكها، وتستخدم كل الطرق، بما فيها الخبيثة؛ من أجل نيل مرتبة اجتماعية، أو الوصول إلى الرؤى التي تراها هذه الشخصية مستقبلًا لها.
يذكر موقع “هارلي ثيرابي” للاستشارات النفسية أن (المكيافيلية) في علم النفس هي صفة، تشير إلى الشخصيات التي تركز على منافعها، وتخدع وتستغل الآخرين للوصول إليها، ويرى أن هذا النوع من الشخصيات موجود عند الرجال، أكثر منه عند النساء.
يضيف أن هذه الكلمة باتت في القرن السادس عشر شائعة لوصف فن الخداع؛ للوصول إلى الأهداف، وفي عام 1970 أصبحت مصطلحًا نفسيًا بعد أن طور عالما النفس، ريتشارد كريستي وفلورانس إل جيز، ما أسمياه “مقياس المكيافيلية”، والذي بات اليوم يسمىThe Mach-IV test.
من الإشارات التي تدل على أن من يملكها يمكن أن يكون شخصيته مكيافيلية، التركيز على أهدافه وغاياته فحسب، والأولوية عنده تأتي للمال والسلطة، ويستغل الآخرين، كما أنه يلجأ إلى الكذب والخداع إن لزم. وتفتقر الشخصية المكيافيلية للقيم والأخلاق، ونادرًا ما تكشف عن نياتها، ولديها مستويات ضعيفة من التعاطف، وقدرة على إيذاء الآخرين؛ من أجل الوصول إلى أهدافها.
ولعل سلوك رئيس النظام السوري بشار الأسد، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، هو مثال حيّ للمكيافيلية في واقعنا الحالي، حيث أن الأسد يستخدم الوسائل الوحشية كافة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، من أجل الحفاظ على السلطة، كما أن الرئيس الروسي بوتين لا يألُ جهدًا في دعم الأسد -ليس محبة فيه- بل من أجل استعادة قوة روسيا الاتحادية، والتي سُلبت على يد الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة بين البلدين.
[sociallocker] [/sociallocker]