لاجىء سوري يساعد ألمانية بحمل قنينتين غاز للطابق التاسع

  نهار الجمعة الماضية خرجت من منزلي لاتخلص من بعض الضغط النفسي جراء متاعب الدراسة .. فقررت الهرولة و العدو للتخلص من الشحنات السلبية .. ارتديت بجامة الرجل العنكبوت المستوحاة من فيلم سبايدر مان ، اسدلت القناع على رأسي و خرجت .. بهذه الحلة الجديدة لم يعرفني أحد .. لأن الناس اعتادوا على رؤيتي بالبنطلون والكنزة .. بدأت العدو و العد حتى بلغت منطقة Kenzingen.. فقررت شرب عصير بارد من إحدى السوبر ماركات .. عند خروجي رأيت إمرأة عجوز في أوائل الستينات تتحارج مع بائع غاز جوال بصوت يملؤه الحزن . كان لب النقاش برفض البائع لنتع قنينتي الغاز إلى منزل العجوز ( سمرة ) .. و ما كان بي إلا و نشلت الاسطوانة الأولى باليد اليسرى و وضعتها على كتفي الأيسر و خطفت الثانية باليمنى و حططت بها بسلام على كتفي الأيمن .. سألت العجوز عن الطابق الذي تقطن به .. قالت لي : "التاسع خالتي .. اخر طابق" و هي تنظر إلي بعينيها المحاطتين بالتجاعيد التي بدت كالارض المحروثة .. و بدأت القفز برشاقة على الدرج .. درجتين-درجتين و أحيانا ثلاثة-ثلاثة وضعت الاسطوانتين على باب المنزل و عدت و ما زالت سمرة عند العتبة السابعة من الدرج الثاني .. قلت لها بابتسامة لطيفة : الغوالي صاروا على باب البيت ناطرينك .. استوقفتني و قالت لي : "شو هالغزال .. بسم الله ما شاء الله" .. احرجتني طبعا باطرائها الذي لا استحقه فهي عجوز شمطاء و أنا ما زلت شابا .. من هنا حل الصمت قالت لي الحجة : " صوتك مو غريب أبدا علي .. بيقربك شي أبو الغور ؟!" خلعت القناع من على وجهي .. صاحت العجوز و شهقت بصوت عال !! -"مو معقولة !! إنت أبو الغور الغالي ؟!" - "قلتلها : اي نعم يا سمرة .. أنا بذاتي .. " بكت الحجة و قبلتني من كتفي و قالت : " أول مرة بشفوف البطولة و الشهامة و إغاثة الملهوف مجسدة بصورة بني ادم .. مو غريبة عنكن البطولات يا أهل الغيرة يا أهل سوريا .. الله يرضى عليك يا ابني و يحمي رفقاتك . مساهمات القراء : الكاتب : ابو الغور