معاناة رجال “القبعات البيضاء”, من خلف الكواليس, مالا نتوقعه!!


ليست معاناة السكن والمعيشة في ظروف الحرب الدائرة في سورية, هي حكراً على المدنيين فقط, بل تتعداهم لتشمل من ينقذ حياتهم أيضا من فرق الدفاع المدني السوري في نقاطها المنتشرة على امتداد أرض سورية الحرة.

اضطر العناصر العاملون في النقطة “106” والتابعة لمنظومة الدفاع المدني السوري, لعمل نقطة إقامة دائمة لهم وعلى مدار ساعات اليوم, وذلك لتغطية المساحات الواسعة من الأراضي والمناطق التي يخدمونها, النقطة ليست مبنىً إسمنتياً أو ما شابه ذلك, إنما هي عبارة عن غرفة معدنية مسبقة الصنع لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء في ظروف قاسية لا تقل شأناً عن ظروف عملهم.

لا تختلف ظروف العمل و السكن كثيراً بين النقطتين “106” و”114″ الواقعتين في محافظة واحدة من حيث صعوبتها, إلّا أن النقطة الأخيرة هي عبارة عن مغارة محفورة وسط الكتل الصخرية بأبعاد ثلاثية صغيرة, ومساحةٍ أرضيةٍ ضيقة, هي أبعد ما تكون عن ظروف السكن الملائمة بحدها الأدنى من الناحية الصحية لمنظومة تقوم بأعمال جبارة كمنظومة الدفاع المدني السوري, حيث تنعدم مصادر الإضاءة داخل المغارة التي تفتقر أيضا لنظام التهوية الأساسية, إلى جانب حالة الازدحام الشديد جرّاء إقامة العناصر داخل النقطة نظراً لصغر حجمها, إضافةً لعامل الخطورة الدائمة المتمثلة بالتعرض للاستهداف بغارات الطيران الحربي, والتي تفرضها هنا حالة القرب الشديد من خطوط الاشتباك المتاخمة للنقطة في تلك الجبهة الواسعة.

ولأن أصحاب القبعات البيضاء تأقلموا مع ظروف العمل القاسية وغير الاعتيادية في أي مكان آخر في العالم, فهم يتأقلمون اليوم مع ظروف الإقامة والسكن والمعيشة غير الاعتيادية أيضا, والتي لا تقل خطورةً وصعوبةً عن ظروف عملهم, ويعلِّلون ذلك بالقول:

“إنها حالة اضطرارية لنا, كيف لا؟, ونحن من نذرنا أنفسنا وأرواحنا لإنقاذ حياة أبناء شعبنا الآخرين”.

– فادي أبو الجود

رابط التقرير على صفحة الفيسبوك




المصدر