هل تنجح الفعاليات الشعبية بالضغط على فصائل الغوطة الشرقية لاستدراك الكارثة؟


دخلت اليوم الأحد أحداث الغوطة الشرقية في فصل جديد أبطاله الفعاليات الشعبية التي تسير مظاهرات في مدن الغوطة منذ عدة أيام، لترتفع نبرتها اليوم إلى الذروة وتمهل الفصائل 24 ساعة للاستجابة للمطالب التي حددتها وإلا ستلجأ لتصعيد الحراك بشكل أكبر.

وأفاد مراسل ، الذي حضر وقفة احتجاجية للفعاليات الشعبية، بأنهم حددوا مطالبهم بإعادة الحقوق بين الفصائل كافة من سلاح وعتاد، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإمداد الجبهات بالسلاح النوعي، وفتح كافة الجبهات وإزالة حواجز الفصائل من المدن والبلدات.

ونقل مراسلنا عن مصادر في الفعالية الشعبية أنهم يعتزمون إرسال كتاب موحَّد لكل الفصائل على حد سواء يتضمن المطالب، وممكن في حال عدم الاستجابة يتم اللجوء لخيارات متعددة من بينها تصعيد الحراك واستمراره للضغط، وفضح الفصائل التي ترد ردودًا سلبية أو لا تستجيب .

أحداث الغوطة الشرقية الدامية

استفاقت الغوطة الشرقية قبل ما يقارب الستة أشهر على معارك دامية شملت فيلق الرحمن وجبهة النصرة سابقًا (جبهة فتح الشام حاليًّا)، ولواء فجر الأمة من جهةٍ، وجيش الإسلام من الجهة الأخرى، وذلك بعد اتهام الفيلق لجيش الإسلام بمحاولته لاغتيال القاضي العام السابق للغوطة الشرقية "سليمان الطفور" وتقديمه شهادات لبعض الأشخاص أكدوا تلقيهم الأوامر من الجهاز الأمني للجيش، إلا أن الأخير شكك بالأدلة المقدمة وطالب بتشكيل لجنة تحقيق متهمًا اللجنة التي سمعت لأقوال الشهود بأنها منحازة للفيلق، ليستمر بعدها الاقتتال لأكثر من 8 أيام راح ضحيته أكثر من 270 شخصًا من الطرفين بالإضافة إلى الجرحى، وانتهى بانكفاء جيش الإسلام على القطاع الشرقي للغوطة وبعض مناطق القطاع الأوسط وانسحابه من جبهات القطاع الجنوبي بسبب عدم قدرته على استقدام الإمدادات بحسب ما أصدر من تصريحات رسمية في وقتها، في حين تمركز تحالف الفسطاط المكون من الفصائل الثلاثة في جوبر والقطاع الغربي.

التحكيم

اتفق الطرفان على لجنة للتحكيم برئاسة المهندس أكرم طمعة، وحددت 6 بنود للحل أهمها سحب الحواجز من الغوطة الشرقية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة والإطلاق الفوري لسراح المعتقلين.

وأفلحت جهود اللجنة بإطلاق سراح غالبية المعتقلين، إلا أنها تعثرت عند مساعي تشكيل غرفة عمليات مشتركة على الرغم من توقيع الأطراف عليها، كما فشلت اللجنة في الوصول إلى حل يؤدي للإفراج عن السلاح المتبادل بينهم؛ حيث تتمسك فتح الشام بضرورة إطلاق جيش الإسلام لعدد من العناصر تقول إنهم تابعون لها، في حين يؤكد الجيش أن العناصر من منتسبيه لكنهم كانوا يعملون لصالح فتح الشام داخل صفوفه، ويطالب الجيش بإعادة آليات التصنيع التي ينتج فيها قذائف محلية ويستخدمها في معاركه، في حين يتمسك الطرف الآخر بأنه أعاد كل شيء.

الوضع الحالي

بعد أيام قليلة من الاقتتال سقط كامل القطاع الجنوبي الذي يعتبر السلة الغذائية للمنطقة، وسقطت بلدات حوش الفارة وحوش نصري، ورحبة الإشارة، والبحارية ليرتفع عدد البلدات التي سيطرت عليها قوات الأسد لأكثر من 15 بلدة.

ونقل مراسلنا عن مصادر عسكرية في الغوطة الشرقية أن أحد أسرى النظام الذي وقع أسيرًا بيد فصائل المقاومة السورية اعترف أن النظام يخطط لفصل دوما أكبر مدن الغوطة عن باقي القطاعات وفرض حصار عليها.

وتطالب حاليًّا المظاهرات التي تجوب مدن وبلدات الغوطة بأن تقوم باقي الفصائل بفتح كافة الجبهات في جوبر وعربين والقطاع الجنوبي من أجل تشتيت النظام، وعدم السماح له بتكثيف ضغطه على القطاع الشرقي وتحديدًا بلدة الريحان التي تشهد معارك كر وفر بشكل يومي.

إلا أن الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، وائل علوان، أكد لشبكة أن جبهات تمركز الفيلق تشهد بشكل يومي اشتباكات مع قوات الأسد في مناطق تمركزه وأنهم يبذلون ما يتوفر عندهم من الإمكانات، إلا أن المجلس العسكري في ريف دمشق الذي يضم خبرات من الضباط يؤكد أن الحل فقط في تأسيس غرفة عمليات مشتركة؛ لأن الفصائل لا تستطيع التخطيط والتنسيق كل فصيل بمفرده.

واليوم يدخل على خط مساعي الحل الفعاليات الشعبية والأهالي في محاولة إلزام الأطراف للالتقاء حول نقاط مشتركة، بعد أن فشلت كل الجهود بما فيها الدول الإقليمية، فهل ستنجح الفعاليات في تجنيب الغوطة كارثة السقوط أم أن للرموز الشرعية والسياسية للطرفين التي تتبادل الاتهامات والتخوين على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي رأيًا آخر؟

فيديو لمطالب الفعاليات الشعبية

 

عناصر من فيلق الرحمن تفرق مظاهرة في زملكا