ثقافة الشتم والبغض عند الشيعة وآلية تفكيرهم
24 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
نعيم مصطفى – ميكروسيريا
كتبت مقالاً عن الشيعة في أيام خلت بعنوان (الشيعة والتكفير يون) وقد لاقى استحساناً وقبولاً واسعاً- ولله الحمد- وقد لمست من خلال ذلك توق القرّاء الشديد وظمأهم إلى معرفة آلية تفكير هذه الطائفة ، وقد حاولت أن أكون موضوعياً وهذا ما أروّض نفسي عليه في كتاباتي عامة.
لا بد لي في البداية من القول إن الشيعة العرب يختلفون كثيراً عن الشيعة الفرس (أو المنتمين لهم ) فهم لا يلعنون ولا يشتمون بل هم مسلمون يختلفون مع السنة في أمور فرعية لا تتجاوز الخطوط الحمراء فلهم الاحترام والتقدير.
أما الذين نوجه سهام نقدنا لهم فهم الغلاة من الشيعة الفرس ومن لفّ لفهم ونهج نهجهم .
تعيش الأمة الإسلامية والعربية في أحلك عصورها ويحاول النيل منها القاصي والداني كلهم يريد الانقضاض عليها والنهش من لحمها وما يحصل في العراق وسورية…من قتل وتشريد وتجويع خير دليل على ما نذهب إليه .
إزاء هذه الأحداث نجد أن الشيعة يناصرون أعداء الإسلام والمسلمين فيقفون مع الروس والأمريكان ضد المسلمين بل بعبارة أبين ضد السنة والقرآن الكريم والسنة المطهرة- التي يقولون إنهم يؤمنون بهما- يدعوان إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً ومناصرة المسلمين لبعضهم البعض .
من ينظر الآن إلى القنوات الفضائية يجد أن المحليين السياسيين – من الشيعة ومن ناصرهم – يتصدرون تلك القنوات ويظهرون أنفسهم بأنهم حمامات سلام وحملان وديعة ويصوبون سهام نقدهم على التكفيريين والإرهابيين ويصمونهم بالتوحش والخروج عن دائرة الإنسانية .
ولو عدنا إلى حقيقية هؤلاء وبعيداً عن سياسة (التقية) التي يمارسونها في حياتهم بشكل صارخ لوجدنا المثل العربي الشهير ” رمتني بدائها وانسلت ” ينطبق عليهم تماماً .
فالشيعة وخلاف كل الأديان يتقربون إلى الله عزّ وجلّ – حاشا لله تعالى أن يتقبل منهم –باللعن والسبّ والتكفير للناس عامة وللسنة خاصة يقول “الكليني” أحد مراجعهم الكبار في كتابه الروضة: ” إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ماعدا شيعتنا “.
ويقول الشيخ الكركي في كتابه نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ” اللعن قد يكون عبادة بالنسبة إلى مستحقيه كالصلاة فإنها عبادة بالنسبة إلى مستحقيها وكما يترتب الثواب على القسم الثاني كذا يترتب على القسم الأول إذا وقع في محله ابتغاء لوجه الله تعالى “.
وقال الكركي في مكان آخر ” من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ولرسوله”.
وكتبهم تغص باللعن والشتم والبغض للسنة الذين يُفترض أن يكونوا إخوانهم في الإسلام وفي اتباع القرآن ، وينفثون أحقادهم أيضاً على كل دين يخالفهم في معتقداتهم .
وهذا المنهج الذي تتبعه الشيعة عجيب غريب فهو يخالف الفطرة الإنسانية ويخالف معظم الأديان ، فالأصل أن يكون الإنسان محباً لجميع الناس وقد جاءت الآية الكريمة حاثة على ذلك((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) رحمة وهداية وليس شتم وانتقام وتشفي .
وقد جاء في الحديث الشريف ((صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك))
وقد ورد عن سيدنا علي قوله((الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق))
وقد ورد في الإنجيل ((من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً ومن سخّرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين)).
ألم يأن للشيعة أن يبدؤوا بمراجعة هذه الثقافة الإلغائية و المبنية على الكراهية ويستبدلونها بنشر الحب والتفاؤل والسلام .
ألم يأن لهم أن يتحرروا من معتقل التاريخ الذي بدد طاقاتهم وأهلك نفوسهم ، فهم يقضون الأيام الطوال مثلا في اللطم والحزن والكآبة على سيدنا الحسين ابتداء من عاشوراء وحتى الأربعينية،
وهل سيدنا الحسين معاذ الله في النار حتى يحزنوا عليه هذا الحزن أم على العكس قد ارتاح من الدنيا وضيقها ونصبها وشقائها وارتفع إلى جنة عرضها السموات والأرض .
ألم يخيّر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فاختار الرفيق الأعلى .
صحيح أن استشهاد سيدنا الحسين يُفطر القلوب ويدمي العيون وأن خذلان الشيعة له يحتاج إلى الندم ولكن النتيجة قد أصبح في ذمة الله وفي العالم العلوي .
ما قيمة هذه المهرجانات المتشحة بالسواد على سبط النبي الذي سعى إلى الشهادة ونالها .
آن لكم أيها الشيعة أن تستبدلوا أحزانكم بأفراح، فالشهيد يجب أن نفرح لشهادته ونقيم لذكراه الليالي البيضاء ، ونترك القاتلين الذين أصبحوا في ذمة التاريخ لرب عادل عزيز حكيم يعاقب من يشاء ويصفح عمن يشاء ، وبذلك تشفى قلوبكم ونفوسكم من أمراض الحقد والكراهية والثأر والانتقام وتتحول إلى قلوب مفعمة بالمحبة والعطف واللطف لجميع الناس…