على عكس المتوقع.. مقاتلو "تنظيم الدولة" ينتقلون من سورية إلى العراق للمشاركة بمعركة الموصل


أفادت أوساط وزير الدفاع الفرنسي، اليوم الإثنين، أن "بضع مئات" من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وصلوا في الأيام الأخيرة إلى الموصل آتين من سورية، على عكس ما يجري الحديث عنه من توجه مقاتلي التنظيم من الموصل إلى الأراضي السورية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قريب من وزير الدفاع قوله: "ما لاحظناه حالياً هو انتقال مقاتلين من سورية إلى العراق وليس العكس"، متحدثاً عن "بضع مئات من المقاتلين" تحركوا في الأيام الأخيرة. واعتبر المصدر أن "هناك احتمالاً لسيناريو تحاول فيه داعش المقاومة قدر الإمكان" للحملة العسكرية على الموصل.

 

وأضاف المصدر ذاته: "لا نعرف كيف سترد داعش. هناك فرضيات عديدة من محاولة الفرار للانتشار في أماكن أخرى، إلى المواجهة حتى الموت في الموصل للتسبب بأقصى ما يمكن من خسائر للقوات العراقية".

وتشير تقديرات غربية إلى وجود ما بين 5 آلاف و6 آلاف مسلح من "تنظيم الدولة" في الموصل التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية.

وقال المقربون من وزير الدفاع الفرنسي: "يجب الحد من مخاطر فرار جماعي من الموصل إلى الرقة معقل التنظيم في سورية".

 

ويجتمع 13 وزير دفاع من الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، غداً الثلاثاء، في باريس لبحث الحملة العسكرية لتحرير الموصل والسيناريوهات قبل طرد الجهاديين منها وبعده. وتؤكد فرنسا على ضرورة التحضير لتحرير الرقة بعد الموصل.

وكان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر دعا الأحد إلى شن عملية لعزل الجهاديين في معقلهم في الرقة بالتوازي مع الهجوم لتحرير الموصل.

معارك ونزوح

وتواصل القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي هجومها على الموصل منذ أسبوع على التوالي، وفي آخر التطورات الميدانية، قال ضابط في الجيش العراقي، اليوم الإثنين، إن القوات المشتركة سيطرت بالكامل على بلدة قراقوش جنوب شرق مدينة الموصل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.

وقال العقيد محمد الجبوري أن "القوات المشتركة الى جانب الجهد الهندسي بدأت تنفذ عمليات تمشيط للبلدة التي تم إخلاؤها من سكانها ذوي الغالبية المسيحية عام 2014".

ويأتي هذا فيما يواصل سكان الموصل نزوحهم من المدينة، وأعلنت وزارة الهجرة العراقية، اليوم الإثنين، نزوح أكثر من 3 آلاف و800 شخص من المناطق المحيطة بالموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية، قبل أسبوع.

 

وقالت الوزارة، عبر بيان لها إن "3 آلاف و802 شخص نزحوا من محيط الموصل منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير المدينة الإثنين الماضي". وذكرت أن فرقا تابعة لها تواصل إجلاء ونقل العوائل النازحة من المناطق التي يجري تحريرها في محيط الموصل إلى مخيمات لإيوائهم.

 

وأشارت أن فرقها نقلت، أمس الأحد، 904 نازحين من محوري بعشيقة (شمال) والقيارة (جنوب)، وتم إيوائهم جميعا في مخيم "زيلكان" بقضاء الشيخان (في محافظة نينوي/شمال).

والأربعاء الماضي، حذّر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان للنازحين، "شالوكا بياني"، في بيان له، من احتمال نزوح مليون شخص من مناطقهم "حسب السيناريو الأسوأ" لمعركة تحرير مدينة الموصل.

 

وانطلقت، فجر الإثنين الماضي، معركة استعادة الموصل، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وحرس نينوى (سني)، إلى جانب "البيشمركة " (قوات الإقليم الكردي في شمال العراق)، وإسناد جوي من جانب مقاتلات التحالف الدولي.

 

وبدأت القوات الزحف نحو الموصل من محاورها الجنوبية والشمالية والشرقية، لطرد التنظيم الذي يسيطر على المدينة منذ 10 يونيو/حزيران 2014. وأعلن الجيش العراقي، اليوم، أن معارك الموصل في أسبوعها الأول أسفرت عن السيطرة على 74 قرية وبلدة ومنطقة في محيط المدينة، ومقتل 772 مسلحا من مقاتلي "تنظيم الدولة"، حسب قوله.




المصدر