ليالي الشام الدامية .. وعالم سفلي مجرم يتضخم


ناصر علي – ميكروسيريا

لم تكن دمشق مدينة بلا أمان حتى عندما نزلت الجماهير إلى الشارع، وتفت ضد الأسد، ولم يدمر أحد جدار بيت أو لوحة إعلان عندما خرج نحو 50000 ألف متظاهر في الشيخ سعد وسط المزة، أو في كفر سوسة ولفترات طويلة في تشييع الشهداء الذين تساقطوا بالجملة.

اليوم تعيش العاصمة أسوأ أيامها الدامية، والأمان فر من حواريها بعد أن انتشر الشبيحة في كل مكان، وتحولوا من لصوص مارقين إلى حماة البلد، والحدائق التي كانت للعب الأولاد حديقة(طلائع البعث) بالمزة، وسيران كبار السن تحولت إلى منتجع لفلول الليل يغتصبون ويعذبون ضحاياهم.

(صاحبة الجلالة) نشرت اليوم مقالاً بعنوان ( ليالي المزه حافله بالجرائم …. ومحمد خزام انتحر ولم يقتل) نقلت فيه عن مصدر في فرع الأمن الجنائي بدمشق قوله : (أن الشاب محمد عبد الحي خزام الطالب في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، وأحد أبطال سورية في رياضة كمال الأجسام، كان يعاني من حالات اكتئاب في الفترة التي سبقت وفاته، وأنه بعد التحقيقات والمتابعة تبين أن محمد خزام أقدم على الانتحار بعد أن رمى بنفسه من سطح أحد الابنية في منطقة المزه، ليرتطم بالأرض ويتهشم الرأس، ولم توجد مقطوعه كما أشيع في وسائل التواصل الاجتماعي).

والد الضحية “حسب الصحيفة”، أكد ما قاله المصدر، وتحدثت أيضاً الصحيفة عن انتشار حالات السلب والاعتداء على المواطنين في منطقة المزة كسرقة سيارة كانت تقودها سيدة وتعرضت مع ابنتها للضرب وكادت الفتاة الصغيرة أن تخطف لولا توسلات الأم، وكذلك إطلاق نار من قبل أحد الأشخاص على ناطور البناء بسبب مشادة كلامية حول عداد المياه، وشجار جماعي بين طلاب المدينة الجامعية تكسرت فيه واجهات محال تجارية وتراشق بالحجارة.

هي الشام الأمنة النائمة بسعادة في حضن نظام الأسد، ولكن الصحيفة لم تذكر حوادث أكثر ايلاماً والضحية واضحة للجميع، فالمزة قلب الشام يجثم على قلبها تجمع الـ “86” الخزان البشري لشبيحة العاصمة الذين يخطفون ويسرقون سيارات المواطنين إلى عاصمتهم الساحلية، وقراهم التي تحولت لمخازن مسروقات، وحتى اللاذقية التي يعتبرونها معقلهم لا يستطيع المواطن فيها السير وحيداً أو ترك سياراته خارج الكراج.

البرامكة التي كانت تعج بالبشر حتى منتصف الليل تغلق محلاتها في السابعة وستكون وحيداً لا مواصلات تذهب بك أينما كنت تسكن في العاصمة وضواحيها، وإن وجدت هذا يعني أنك تضع روحك على كف عفريت، وإما استغلالك مادياً، وهذا أضعف الايمان.

“حديقة تشرين” وكر الحرس الجمهوري، وبيت دعارة كبير يصل إلى قصر الشعب، وفيه يمارس كلاب الدفاع الوطني موبقاتها، ويباع فيها الحشيش والمخدرات والجنس والموت أيضاً.

بعد الساعة السادسة لن تستطيع أن تخرج بأي سيارة أجرة من (السومرية) باتجاه الريف الغربي للعاصمة لأنك ستسلب من السائق والحواجز العسكرية، وكل هذا برعاية دولة الأمن والأمان هذا عدا ما تمارسه الميليشيات الشيعية التي تعتبر الاغتصاب وسفك الدم جزء من واجبها المقدس في الدفاع عن العتبات الإلهية.