مدينة التل وحيي برزة والقابون في دمشق… هل وصلها قطار التهجير؟


image

عدي عودة: المصدر

تداول العشرات من نشطاء الثورة في الداخل والخارج، وكذا موالو النظام، أنباء عن تحضيراتٍ في أحياء القابون وبرزة ومدينة التل المجاورة لهم لتسوية مماثلة لتسوية بعض المدن المحيطة بدمشق ورحيل الثوار إلى الشمال السوري، على غرار ما حدث في مدينة قدسيا والهامة وداريا والمعضمية وغيرها، فما حقيقة هذه التحضيرات، وما رأي ثوار هذه المناطق، وهل بالفعل وصلها قطار التهجير؟.

يقع حيي برزة والقابون على الأطراف الشمالية الشرقية من العاصمة دمشق، على السفح الجنوبي لجبل قاسيون، بينما تبعد مدينة التل ما يقارب من 15 كيلو متراً إلى الشمال من الحيين، وجميعها تخضع لسيطرة كتائب الثوار وتعيش منذ بداية عام 2014 حالة هدنة مع قوات النظام، وتشهد حالةً من الهدوء النّسبي، والوفرة النسبية بالمواد الاستهلاكية رغم الحصار التام، الأمر الذي جعلها مقصداً لمئات الآلاف من النازحين من المناطق المجاورة.

التطور الجديد في المناطق الثلاث هو انتشار إشاعات بين الأهالي هناك، كما على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المنطقة باتت على قائمة التهجير الممنهج الذي تشهده العاصمة دمشق، وأن التهجير وصلها بالفعل وباتت قوات النظام تمارس ضغوطها لإعادة سيطرتها الكاملة.

وكانت أغلب المنشورات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب مصادر “المصدر” مزيفة ولا صحة لها، واتهم ناشطون من حي القابون بدمشق بان النظام يكلف أشخاصاً بإنشاء صفحة وهمية ويقوم بالنشر والترويج عليها بمجيء الباصات الخضراء كما حدث في حي برزة بخصوص الترويج بأن الثوار سيسلمون سلاحهم.

مدينة التل: غرفة عمليات مضادة

بهذا الخصوص، تحدث الناشط وسيم التلاوي من مدينة التل لـ “المصدر” قائلاً: فيما يتعلق بتهجير ثوار المدينة، أو إفراغها من المسلحين، لا شيء واضح بهذا الخصوص حتى اللحظة، إلا أن طائرات النظام ألقت قبل أيام قصاصات ورقية، تُطالب فيها بتسليم المدينة وترحيل المقاتلين باتجاه الشمال، وكذلك لدينا معلومات أن النظام طلب من مسؤول لجنة المصالحة بالمدينة، أبو حسام جاموس، إبلاغ المقاتلين بالخروج وهو ما حصل.

وأضاف التلاوي أن ردّ الفصائل العاملة في مدينة التل كان بتشكيل غرفة عمليات موحدة، ضمت كلًا من (فرقة القصاص، جماعة الغرباء، لواء شهداء التل، لواء شهداء الشام وغيرهم)، واتفقوا على المقاومة والقتال أو الموت على أرض مدينة التل، رافضين فكرة التهجير رفضًا قاطعًا.

ورجّح الناشط التلاوي عدم قبول الثوار بشروط النظام لأنه “من الصعوبة بمكان تسليم المدينة للميليشيات الطائفية، وتسليم أبنائنا المطلوبين للنظام، بحجة أنهم متخلفين عن الخدمة الإلزامية، وأخيرًا القبول بأن يتحول الثوار إلى ما يُسمى الجيش الوطني، وتشكيل حواجز مشتركة مع ميليشيات النظام بعد كل هذا الدمار والدماء”، على حدّ قوله.

القابون: عملاء وراء الشائعات

موضوع رفض الخروج إلى إدلب، بحسب التلاوي وناشطين من حي القابون من مدينة التل، أمر محسومٌ بالنسبة لهذه المناطق، من جهة أنهم يؤوون أكثر من نصف مليون نسمة أغلبهم من النازحين من المناطق المجاورة لهم كالغوطة الشرقية وغيرها، ومعظمهم من عائلات المطلوبين للنظام. وهذه المناطق لا تنكر الضغوطات التي تعرضّت لها من قبل قوات النظام من إغلاق الطرق المؤدية لها ومنع دخول المواد الغذائية فقط بحجة المصالحة الذي يريد النظام فرضها على المناطق كمصالحة حي برزة، أما مدينة التل وحي القابون في وضع وقف إطلاق النار فقط.

في هذا السياق، يقول “أبو باسم” القابوني، الناشط في المجال الإنساني لـ “المصدر” إن عملاء للنظام كانوا وراء الشائعات حول التحضيرات لمصالحة شاملة في الحي، موضحاً أن الفصائل العسكرية المتواجدة في الحي ترفض بشكلٍ قاطعٍ موضوع التهجير الذي يحاول النظام الترويج له.

ورداً على سؤال لـ “المصدر” حول إحجام فصائل الثوار في القابون عن إصدار بيانٍ ينفي هذه الشائعات، قال القابوني إن الشائعات كلها من طرف النظام، ويحاول النظام بشكلٍ دائمٍ نشر شائعات والأهالي في الحي متيقنون أنها شائعات من جانب النظام فقط.

“أبو الزهر عنتر”، أحد مقاتلي حي القابون قال: هذه الأحياء منذ خمسة سنوات وهي تقاتل النظام، وكل شخص وكل عائلة يوجد لديها شهيد أو مصاب في هذه الحرب وبعد كل هذا الكفاح سنستسلم بهذه السهولة! لا بالفعل هذا امر بعيد عن أعين النظام.

وتوجّه “أبو الزهر” إلى مروجي الشائعات بالقول: إن كل من يريد الترويج بهذا الخصوص أنصحه بالترويج أن الثوار سيدخلون العاصمة دمشق، ويقصد من ذلك أن ينشر الأخبار التي ترفع معنويات المقاتلين لا المحبطة، على حدّ تعبيره.

حي برزة: بيانات مزورة

أما في حي “برزة” وعن البيان الصادر باسم اللواء الاول العامل في حي برزة أيضاً تم تداوله على مواقع التواصل بأنه يفيد من إخراج مقاتليه إلى مدينة إدلب ويفيد برفع قوائم عناصر اللواء ممن يرغب بالهجرة أو التجنيد ضمن “الجيش الشعبي” وذلك ضمن مدة زمنها شهر إضافة إلى تسليم سلاحهم في المدة المذكورة، في حين نفت قيادة اللواء جملة وتفصيلاً ما جاء في البيان وقالت إنه مزور.

وأوضحت قيادة اللواء الأول في بيان توضيحي أن البيان الذي تم تداوله مزور ولا أساس له من الصحة، مشيرة إلى أن مقاتلي اللواء “سيبقون السور المتين المرابط على ثغور العاصمة دمشق”، وهم حسب البيان مستعدون وجاهزون للتصدي لأي تهديد من قبل قوات النظام.





المصدر