هل ستفي هيلاري كلينتون بوعدها في زيادة تدخل الولايات المتحدة في سورية؟


أحمد عيشة

 01

المرشح الديمقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون تتحدث خلال الحملة الانتخابية في يوم 22 تشرين الأول/اكتوبر في بيتسبرغ. (ماري التافر/أسوشيتد برس)

طوال الحملة، كانت هيلاري كلينتون تتعهد بتكثيف عمل الولايات المتحدة ليس لمحاربة الدولة الإسلامية فحسب، لكن، أيضًا، لإنهاء الحرب الأهلية السورية. إذا فعلت ما تعدُ به، يمكن للمسعى المحفوف بالمخاطر بأن يبتلع السنة الأولى من رئاستها، ويختبر حدود نفوذ الولايات المتحدة المتدني في المنطقة، والسؤال هو ما إذا كانت ستتابع حتى النهاية.

داخل حملة كلينتون، بدأت بالفعل المعركة حول السياسة نحو سورية ما بعد انتخابات كلينتون، حيث ينقسم مستشارو كلينتون لشؤون الشرق الأوسط بين أولئك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لديها القدرة والمسؤولية لبذل المزيد من الجهد في سورية، والذين يشككون بالمزيد من التدخل الأميركي، بينما يناقش المستشارون خيارات السياسة في السر والعلن على حد سواء، إذ أنَّ سياسة كلينتون الفعلية نحو سورية، في حالة انتخابها، هي قيد التحديد.

الاستماع إلى تعهدات كلينتون الخاصة لإنشاء مناطق آمنة داخل سورية، وزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وتعزيز الدعم للمعارضة المسلحة، يمكن للمرء أن يستنتج منها أن الذين من حولها يدعون إلى اتّباع نهجٍ أكثر عدوانية، هم مصممون على الفوز. ولكن بعد الانتخابات، ستضطر كلينتون إلى مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه تلك السياسات.

أقرت كلينتون في عام 2013 في تصريحات نشرتها ويكيليكس، بأن إقامة منطقة حظر جوي وتدمير الدفاعات الجوية السورية تعني بـ”أنك تسير نحو قتل الكثير من السوريين”، بينما لا يزال الجيش الاميركي حذرًا من مثل هذا التدخل، كما قالت إنّ المعارضة المعتدلة التي تأمل في دعمها يمكن أن تكون قد فقدت حلب بحلول الوقت الذي تتولى فيه منصبها، وبحلول ذلك الوقت تكون المعركة ضد الدولة الإسلامية في الرقة على أشدّها، وهي التي تتطلب الجزء الأكبر من اهتمام الولايات المتحدة.

” يقول آرون ديفيد ميلر، نائب الرئيس في مركز ويلسون: “إنها على وشك أن تتسلّم. إذا كان عليها التراجع الآن؛ فأي تفسير تستطيع أن تقدمه؟ ويضيف “لكنها تنوي أن تكون حذرة للغاية في المئة يوم الأولى حيال أي مبادرة سياسية جديدة، وهذا ما سيسبب لها كثيرًا من المتاعب.”

لا تتوقعوا أي تغييرات سياسية كبيرة تجاه سورية في الأسابيع القليلة الأولى من إدارة كلينتون، حذرني المستشارون؛ فهي تريد أن تقوم بتقديراتها الخاصة الاستخبارية والعسكرية الكاملة مع فريق جديد،  إضافة إلى ذلك، فستحتاج إلى جدولة الأولويات المحلية التي ترشحت على أساسها.

أخبرني أحد مستشاري السياسة الخارجية لـ: كلينتون. “ليس لدينا فكرة كيف ستبدو الأمور يوم 21 كانون الثاني/يناير” و “ما سيكون أمامها هي مجموعة من الخيارات التي يجري تطويرها حاليًا. الجزء الصعب الحقيقي للفريق الجديد هو أن الموج في سورية يسير في الاتجاه الخطأ”. الجانب الأكثر استعدادًا للتدخل في فريق كلينتون يشمل كبير مستشاري السياسة الخارجية جيك سوليفان، وخبراء في مركز التقدم الأميركي، ومركز البحث الذي أسسه رئيس حملتها الانتخابية، جون بودستا، الذي أصدر الأسبوع الماضي تقريرًا يدعو إلى استخدام القوة الجوية الأميركية لحماية المدنيين في سورية.

يعارضهم  عديد المسؤولين السابقين من موظفي الرئيس أوباما نفسه في البيت الأبيض، الذين لسنوات، وبدعم أوباما قادوا بنجاح سياسة الولايات المتحدة بعيدًا عن الخيارات الأكثر خطورة في سورية، ووضعوا على رأس أولوياتهم مكافحة الإرهاب ورفض أي تصعيد ضد الأسد أو روسيا، من بينهم، مسؤولون سابقون في مجلس الأمن القومي كستيفن سيمون (الذي التقى سرًا مع الأسد في العام الماضي)، وديريك تشوليت، وفيليب غوردون، ناقشوا علنًا بأن المزيد من تدخل الولايات المتحدة لن ينجح في أخذ نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات، ومن الممكن أن يثير صراعًا مباشرًا مع روسيا .

طوال الأزمة السورية، كانت كلينتون تدعم باستمرار المزيد من العمل، وكانت على استعداد لتحمل المزيد من المخاطر أكثر من أوباما، وقالت إنها تصر على أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب إلا عندما نجد حلًا للحرب الأهلية السورية، وقالت إنها تعتقد أنه يتوجب على الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد للتوصل إلى حل سياسي.

ولكن هؤلاء الذين يحيطون بكلينتون ويصرون على أن زيادة تدخل الولايات المتحدة في سورية ستضر أكثر مما تنفع، لم يتراجعوا، ويعتقدون أنه بحلول وقت تولي كلينتون المنصب، فإن آفاقًا ناجحة لعمل الولايات المتحدة، ستكون أقل توهجا مما هي عليه الآن.

مشكلة سورية مزعجة بشكل خاص؛ لأنها تتقاطع مع غيرها من الأزمات الكبرى في السياسة الخارجية التي تحتاج كلينتون إلى مواجهتها في عامها الأول: خطر الإرهاب وأزمة اللاجئين، والصراع المتنامي مع روسيا والانفراج الهش مع إيران، على سبيل المثال لا الحصر.

إذا كانت كلينتون تعتقد حقًا أن الطريق إلى شرق أوسط أكثر استقرارًا، يعتمد على حل في سورية، فخيارها واضح. يجب أن تقبل المخاطر الأمنية والسياسية التي تترافق مع زج المزيد من الوسائل الأميركية لإنهاء المذبحة ومواجهة النظام وشركائه.

اسم المقالة الأصليWill Hillary Clinton deliver on her promise to ramp up U.S. involvement in Syria?
الكاتبجوش روجين،  Josh Rogin
مكان وتاريخ النشرواشنطن بوست، The Washington Post
رابط المقالةhttps://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/will-hillary-clinton-deliver-on-her-promise-to-ramp-up-us-involvement-in-syria/2016/10/23/1f2788e4-97bd-11e6-bc79-af1cd3d2984b_story.html?utm_term=.373cf6422b0b
المترجمأحمد عيشة




المصدر