“وقفةٌ احتجاجيةٌ” في مضايا تنديدًا بممارسات حزب الله


خالد محمد

نظم أبناء بلدة مضايا، بريف دمشق الغربي، أمس الإثنين، وقفةً شعبيةً نددوا خلالها بالصمت الدولي، والأممي المخزي تجاه ما ترتكبه ميليشيا “حزب الله” اللبناني، من جرائم وحصار غاشم بحق الأهالي المحاصرين داخلها.

رفع أطفال مضايا، الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية، لافتاتٍ كُتب عليها “أريد حقي كاملًا، لا لأنصاف الحلول”، “حصار المدنيين سلاح الجبناء”، “وبعدين؟”، كما وانتقد المحتجون هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الهلال الأحمر السوري؛ لعدم استجابتهما السريعة للمناشدات الإنسانية لعمليات إخلاء المصابين من البلدة، واتهمت الهيئة الطبية في بلدة مضايا، كلًا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني بالوقوف وراء وفاة الشاب محمد المويل، الإثنين، نظرًا لاستهدافه برصاصة قناص من حاجز العسلي، الواقع إلى الشمال من بلدة مضايا، إضافةً إلى عدم السماح بإجلائه الفوري لتلقي العلاج في دمشق.

في هذا الشأن، قال الطبيب محمد اليوسف، رئيس الهيئة الطبية الموحدة لبلدتي مضايا وبقين، لـ (جيرون): إن الشاب المتوفى “كان قد تعرض لإصابة بالغة من جراء رصاصةٍ متفجرةٍ، اخترقت منطقة البطن، وأدت إلى فقدانه قسمًا من أمعائه، حيث احتاج إلى نقل فوري إلى مستشفيات العاصمة دمشق؛ لتلقي الرعاية الطبية”.

وأضاف: وبعد عدم تلقي الهيئة الطبية ردًا من الهيئات الدولية، ورفض عناصر حزب الله إخراج المصاب، اضطر القائمون على المستشفى الميداني في بلدة مضايا، إلى اتخاذ قرار بإجراء عمل جراحي إسعافي له؛ للمحافظة على حياته، وسط غياب أي طبيب جراح أو مختص”.

وأوضح، قائلًا: “تعدّ العملية الجراحية التي فُتحت فيها بطن الشاب، الأولى من نوعها في البلدة؛ لأنها تتطلب شروطًا صحية ملائمة، فضلًا عن الاختصاصيين، والمعدات الطبية اللازمة، في حين أن معظم عملياتنا الجراحية تقتصر على بعض حالات الولادات القيصرية، أو بتر الأطراف”. مشيرًا -في الوقت نفسه- إلى أن، المستشفى الميداني “يقدم خدماته الطبية لنحو أربعين ألف مدني، ويشرف عليه ثلاثة أطباء متطوعون، دفعهم الحصار إلى مزاولة المهنة لأسباب إنسانية، على الرغم من ضعف الإمكانات الطبية”.

من جهته أكد فراس الحسين، عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لبلدة مضايا، على وجود حالتين مماثلتين، استُهدفتا قنصًا في اليومين الماضيين، محذرًا من أن مصيرهم الموت، في حال رفض حزب الله السماح للمنظمات الإنسانية بإجلائهم إلى العاصمة دمشق.

وحول أبرز المخاوف التي تهدد الحياة اليومية لأهالي بلدة مضايا، نوه الحسين، إلى أن الأهالي “يتخوفون من تكرار حالات القنص العشوائية، ولا سيما بعد التهديدات التي أطلقها المندوب الإيراني للمفاوضات، بضرب مزيد من الأهداف البشرية داخل بلدتي مضايا وبقين، بما فيهم الأطفال والنساء، وعدم السماح بإخلاء المصابين”.

وكانت بلدة مضايا قد شهدت في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، دخول قافلة مساعدات إغاثية، مكونة من 49 شاحنة، إلا أن الجزء الطبي منها كان محدودًا، واقتصر بحسب (اليوسف) على حاضنتي أطفال، وبعض الأدوية الطبية القليلة غير الضرورية، كما أنها افتقرت إلى المعدات، والأدوية الطبية النوعية المتعلقة بالأمراض التي تصيب الأطفال، بما فيها خافضات الحرارة، ومسكنات الآلام، وأدوية الأمراض المزمنة، ولقاحات وقائية من الأمراض الوبائية كالسحايا.

الجدير بالذكر، أن بلدة مضايا تعيش أوضاعًا إنسانية يرثى لها، وذلك؛ بسبب سياسة الحصار والتجويع المتعمد الذي تمارسه قوات النظام وميليشيا حزب الله عليها، بينما يعاني الأهالي من سوء التغذية الشديد، وتفشي الأمراض الوبائية، مثل: الكواشيركور والسحايا.




المصدر