النظام يكثّف قصفه على ريف حماة الشمالي

26 أكتوبر، 2016

آلاء عوض

كثّف النظام السوري، مدعومًا بالمقاتلات الروسية، قصفه على مدن وبلدات ريف حماة الشمالي، ودفع القصف العنيف من محاور وجبهات عدّة، الأهالي للنزوح إلى المخيمات أو إلى التوغل نحو الشمال، بينما استطاع هو التقدّم في أكثر من منطقة.

وحول الوضع هناك، أفاد عبد الحميد الشحنة، وهو إعلامي يقطن في مدينة كفر زيتا، الواقعة في ريف حماة الشمالي لـ (جيرون)، قائلًا: “في الفترة الأخيرة، ومنذ نحو أسبوعين استطاع النظام من خلال حملته الشرسة التي شنها على الريف الحموي، التقدّم إلى مشارف مدينة صوران، انطلاقًا من جهة قرية معردس، في محاولة منه لاسترجاعها، وتركز القصف بالدرجة الأولى عليها وعلى مدينة طيبة الإمام الواقعة تحت سيطرة الثوار أيضًا، كما طال القصف مدينتي اللطامنة وكفرزيتا، وكان مركّزا على المناطق المدنيّة، وهي الطريقة التي يعتمدها النظام للانتقام من الحاضنة الشعبية الثورية، ويزداد القصف كلما يفشل في التقدم نحو صوران، واستهدف السوق والمركز الصحي الوحيد في المنطقة ما أدى إلى خروجه عن الخدمة تمامًا، ومن المتوقّع أن يقوم بارتكاب مجازر في هذه المنطقة بأي لحظة”.

وتعد المدن الواقعة على أطراف المدينة جبهات مواجهة، ولذلك؛ فهي معرّضة للقصف بشكل مستمر، ومنها (مورك، اللطامنة، كفرزيتا)، على الرغم من عودة بعض السكان إلى مناطقهم بعد الهدنة المبرمة في شباط/ فبراير الماضي؛ ليتابعوا أعمالهم الزراعية، إلا أن اشتداد القصف عليهم دفعهم للنزوح مرة ثانية، وبحسب الشحنة؛ “فإن هذه المدن والبلدات مغضوب عليها، ويعدها النظام بؤرًا للفصائل الثورية، فيضربها بوحشية لا مثيل لها”.

نزوح ثان

لم يتبقَ في المدن الطرفية في ريف حماة الشمالي إلا نسبة قليلة من السكان، وانعدمت الحركة المعاشية والاقتصادية فيها انعدامًا شبه تام، وفي هذا السياق، قال الشحنة: “بعد الهدنة التي اتُفق عليها في شباط/ فبراير الماضي هدأ القصف قليلًا، ورجع قسم جيد من الأهالي إلى بيوتهم ومناطقهم، وعاودوا ممارسة أعمالهم الزراعية، وصارت نسبة السكان في هذه المدن حوالي 25 بالمئة، بعد أن كانت النسبة تُقدّر بنحو 5 بالمئة، وفي أواخر الشهر الثامن من العام الحالي، تقدّمت الفصائل الثورية؛ لتصل إلى مشارف قرية معردس، وباتت على مقربة من مدينة حماة، ولكن النظام انتبه لخطورة الموقف؛ فبادر إلى شحذ طاقاته وقواه في المنطقة، واقتحمها بقصف عنيف، محوّلها إلى مناطق مهجورة، وعادت نسبة السكان إلى التضاؤل بسبب النزوح، فلم يتبقَ إلا الأهالي الذين لم ينزحوا قط، وهؤلاء غالبًا ما تكون منازلهم محصّنة بأكثر من طابق فوقها، أو يكونوا قد حفروا مغارة تحتها، ومع ذلك فإنهم لن يستطيعوا إكمال موسمهم الزراعي؛ بسبب القصف العشوائي، إضافة إلى أننا على أبواب الشتاء، وأغلب المنازل هُدّمت أبوابها وشبابيكها إما من القصف، أو بسبب شدة الانفجارات التي تنشأ معه، كما أن القطاع التعليمي  في حالة سيئة، فالطلاب لا يستطيعون الالتزام بالدوام المدرسي؛ بسبب الأوضاع الخطِرة، وتضطر إدارات المدراس لإلغاء الدوام ريثما تنتهي حفلة القصف”.

الوضع العسكري حرِج

أحرزت الفصائل الثورية منذ نحو سنتين تقدّمًا ملحوظًا في معارك ريف حماة، واستولت على نقاط مهمة للنظام، مقتربةً من المدينة نفسها، ولكن النظام استدرك الموقف فقسّم مدن وبلدات الريف إلى مربعات، وحرقها بالقصف المكثّف، ووصل إلى بلدة مورك وسيطر عليها، وتراجعت في إثر ذلك معنويات المقاتلين، ولم يستطيعوا -بعدئذ- تحقيق أي تقدّم يُذكر، وفي خريف العام المنصرم، تحرّرت مورك، وباشرت الفصائل الثورية، ابتداء من الشهر الثامن من العام الحالي، عملية كسر الخط الدفاعي الأول للنظام، وعاودت استيلائها على قرية معردس، وارتفعت معنويات المقاتلين كثيرًا، وصاروا على أبواب حماة، وفي هذا المعنى، أفاد الشحنة بقوله: “بقيت المعنويات مرتفعة إلى أن نشب خلاف بين فصائل جند الأقصى وأحرار الشام، منذ نحو شهرين، واستثمر النظام هذا الخلاف؛ فتقدّم في مناطق عدة، واسترجع مزراع الإسكندرية ومعردس، وحاليًا يحاول السيطرة على صوران، ومع كل هذا التقهقر، لا تزال الفصائل الثورية تواجه قوات النظام، وتصدّ هجمات قوية لها وتكبدها خسائر فادحة، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن المنطقة في وضع حرج، وبحاجة إلى مؤازرة، ومهدّدة بالسقوط بيد النظام في أي لحظة”.

جدير بالذكر أن الفصائل الثورية تسعى للتقدّم نحو مركز مدينة حماة، وسط معارك كر وفر بينها وبين قوات النظام، بغية السيطرة على المدينة، وطرد الأخيرة من جبل زين العابدين الاستراتيجي.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]