مخيم كاليه يودع مهاجريه لليوم الثالث…ومعارضون يحرقون خيامهم


تستمر عمليات إخلاء مخيم كاليه الفرنسي لليوم الثالث على التوالي، وينتظر المهاجرون في الطوابير لنقلهم بالحافلات إلى مراكز الإيواء المعدة لهم، حتى يصار إلى ترتيب أوضاعهم القانونية.

ومع بدء عمليات تفكيك المخيم التي بدأت يدوياً بعد ظهر أمس الثلاثاء، أشعلت النيران في عدد من الخيام، رجحت وسائل إعلام أن تكون ناتجة عن حرائق مفتعلة من مهاجرين معارضين لمغادرة المخيم والاستقرار في فرنسا.

وأعربت جمعيات إغاثية وإنسانية على مدى الأيام القليلة الماضية عن قلقها على مصير المهاجرين الذين يرغبون في مغادرة الأراضي الفرنسية باتجاه بريطانيا تحديداً، مشيرة إلى أن أغلب هؤلاء لا يعرفون شيئا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما يترتب على ذلك من تقييدات إضافية، ومصاعب قانونية وإجرائية تحول دون استقبال هؤلاء المهاجرين.

كما يعتبر المهاجرون المعارضون لإخلاء المخيم أن إبعادهم عن منطقة كاليه تبعدهم جغرافيا عن منطقة “الحلم” في الوصول يوماً إلى الأراضي البريطانية، خصوصاً أن بريطانيا بالنسبة لكثيرين منهم المكان الأفضل لإيجاد عمل، مع سهولة اللغة على عكس الفرنسية، إلى جانب لمّ الشمل الذي يطالب به من لديهم عائلات تعيش في بريطانيا.

إلا أن القلق الأكبر كان حيال الأطفال القاصرين من غير مرافقين، والذين استقبلت منهم بريطانيا حتى الآن نحو 200 قاصر. في حين أن أعدادا منهم لديهم أسر في بريطانيا، ويأملون لمّ شملهم مع عائلاتهم، إلا أن بريطانيا لم تتخذ القرار الحاسم بشأنهم.

وكانت الحكومة الفرنسية وجهت النقد والملامة للحكومة البريطانية التي تماطل في إعطاء موافقتها لنقل القاصرين من فرنسا، وتوفير ملاذ آمن لهم، خصوصاً بعد معاناة عاشها بعضهم في المخيم، وتعرضوا خلالها للاعتداءات الجنسية والتحرش والصدمات.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال تفكيك المخيم المترامي الأطراف، والذي استوعب على مدى نشأته خلال عامين، بين ثمانية وعشرة آلاف مهاجر غير شرعي قدموا من مناطق الصراع والحروب.


صدى الشام